طالب حقوقيون بريطانيون، الأربعاء، السلطات السعودية بعدم إقحام ملف الحج في خلافاتها السياسية مع دول العالم الإسلامي.
وأشاروا إلى أن المملكة "تستخدم الحج لابتزاز الدول والمعارضين الذين لايتماهون معها"، مشيرين بهذا الصدد إلى "منع شعوب كالقطريين واليمنيين من الحج تحت ذرائع واهية".
وأكد الحقوقيون أن "تسييس السعودية للحج انتهاك للقانون الدولي ولحقوق الإنسان".
وللعام الثاني على التوالي يواجه الحجاج القطريون إجراءات مشدّدة من قبل السعودية؛ بسبب الأزمة الخليجية التي عصفت بالمنطقة.
وفي 5 يونيو 2017، فرضت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصاراً على قطر؛ بدعوى "دعمها للإرهاب"، وهو ما تنفيه الدوحة.
على أثر ذلك شهد الحجّاج القطريون، العام الماضي، للمرة الأولى، موسم حجّ صعباً، وقيوداً على سفرهم على متن الخطوط الجوية القطرية.
ومؤخراً رفعت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان (قطرية) شكوى إلى المقرّر الخاص بالأمم المتحدة المعنيِّ بحرية الدين والعقيدة؛ بشأن التضييقات السعودية على حجاجها ومعتمريها.
وفي ذات السياق، كانت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين، ومقرّها العاصمة الإندونيسية جاكرتا، قالت في بيان نشرته على موقعها الرسمي، في 7 يوليو الجاري، إن السعودية "تستغلّ مكرمات الحج والعمرة في تعزيز مواقفها، بحيث تمنحها لمن يدعمها وتحظرها عن معارضيها".
وجاء استهجان الهيئة كردٍّ على واقعة منح السفارة السعودية الفرصة لشابّ تونسي ووالدته لتأدية فريضة الحج على خلفيّة نشره تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي تمدح المنتخب السعودي لكرة القدم.
وأكّدت الهيئة الدولية أن توزيع المكرمات بناءً على تشجيع ودعم منتخب السعودية لكرة القدم "يمثّل نموذجاً حيّاً في استغلال الرياض شعائر الحج والعمرة، ومنح الدول والأفراد بناءً على مواقف سياسية".
وقالت إنها تسعى بذلك إلى "شراء ذمم السياسيين والإعلاميين المسلمين عن طريق إعطائهم تأشيرات بالمجان وبشكل غير قانوني؛ للوقوف إلى جانب الإدارة السعودية في قراراتها السياسية".
وسبق أن رصدت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين، في فبراير الماضي، مراسلات سعودية رسمية مسرّبة تُظهر أن سفير الرياض يوزّع يومياً العديد من التأشيرات المجانية على الإعلاميين والسياسيين المؤيّدين لبلاده.
وكشف بيان الهيئة أن السعودية منحت كل سفير لها في الخارج 3 آلاف تأشيرة لاستخدامها تحت بند "المجاملة والاستغلال السياسي".
و"الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين" تأسّست مطلع 2018؛ بهدف الضغط لضمان إدارة الرياض بشكل جيد للحرمين، والحفاظ على المواقع التاريخية الإسلامية، وعدم تسييس مشاعر الحج والعمرة.