يواجه الطلبة السعوديون والمرضى الذين يعالجون في كندا كابوساً في ضوء قرار الرياض الذي ينهي العلاقات بين البلدين، ويأمرهم بالرجوع على متن الطائرة بتذكرة عودة إلى المملكة في غضون شهر.
وترى صحيفة “اندبندنت”، بأن الذين تضرروا أكثر هم السعوديون أنفسهم، مرضى وطلاب وأطباء متدربون، الذين دخل مستقبلهم في دائرة المجهول، إذ يقول مواطن سعودي مقيم في مونتريال: “إنها صدمة، والجميع في حالة من الجنون، ولا يدرون ما عليهم فعله”.
وبحسب الصحيفة فقد طلب من ألف طالب طب سعودي يتدربون في المستشفيات التعليمية الكندية العودة إلى المملكة، بحلول 31 أغسطس، فيما هناك تحضيرات لنقل المرضى السعوديين الذين يعالجون في كندا إلى الولايات المتحدة.
ويقول نائب مدير كلية الطب في جامعة تورنتو سالفتور سبادوفورا: “الكثير من المتدربين (في كندا) هم من الأطباء البارزين، يدرسون للحصول على الزمالة، وليحصلوا على تخصصات دقيقة، كانو ا سيعودون ويقومون بأشياء عظيمة لبلدهم، ولكن هذا الأمر خسارة كبيرة”.
وبحسب “اندبندنت” فإن هناك 8300 طالب سعودي يدرسون في الجامعات الكندية، طلب منهم العودة في غضون شهر، ويفكر بعضهم في التقدم بطلبات لجوء، بدلاً من خسارة سنوات من الدراسة والحصول على الشهادة الجامعية، إلا أن المحامين في قوانين الهجرة يحذرون من طول أمد العملية، وبأن الحصول على وضعية اللاجئ يعني التخلي عن تأشيرة الدراسة، على الأقل على المدى القصير.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأزمة أيضاً ألقت بظلالها على السعوديين الذين يعيشون في المملكة، اذ ان الناشط عمر عبد العزيز الزهراني، الذي تقدم بطلب لجوء عام 2014 عندما كان يدرس في كندا، تعاني عائلته عائلته وأصدقاءه في الرياض من تهديدات بالسجن في حال استمراره في الحديث عن الأزمة، حيث قال ان شقيقه أحمد هاتفه الأسبوع الماضي وهو يبكي، حيث أخبره بأن رجالاً جاءوا إلى البيت وأبلغوه بأنه سيسجن في حال استمر عمر في الحديث عن الأزمة.
وتنقل الصحيفة عن الزهراني قوله: “لقد تلقيت تهديدات من فترة لأخرى، لكن استخدام عائلتي وأصدقائي؟ هذا جديد”، وأضاف: “كنت خلال حكم الملك عبدالله منتقداً للنظام، وعارضت الكثير من سياساته، وأنا مستمر في هذا في ظل الملك الجديد سلمان.. في الوقت الحالي لا أعلم ماذا يجري ولا أعلم إن كان إخوتي وأصدقائي في أمان”.
وترى الصحيفة إن الاعتقالات والأزمة مع كندا تتنافران مع صورة الأمير محمد بن سلمان بصفته إصلاحياً، فالأمير يتميز بقراراته المتهورة، مستدركاً بأن المعلقين يقولون إن الخلاف مع كندا هو محاولة من السعودية لإرسال رسالة للدول الأخرى التي ستفكر في انتقاد سياسات المملكة الداخلية.