قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن السعودية تواجه ضغوطا غير مسبوقة على مصير الصحفي "جمال خاشقجي"، الذي اختفى بعد دخول قنصلية بلاده في إسطنبول الأسبوع الماضي ويعتقد أنه قُتل هناك.
وأجبرت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين على إجراء تحقيق أمريكي لتحديد ما إذا كان ينبغي فرض العقوبات بموجب قانون ماغنيتسكي، حسب الصحيفة.
وأعرب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي "بوب كوركر"، عن اعتقاده أن السعوديين قتلوا "خاشقجي".
وأشار زميله "ليندسي غراهام"، إلى أن السعودية ستدفع "ثمنا باهظا" لو ثبت تورطها في مقتل "خاشقجي"، وحتى "دونالد ترامب" قال للصحفيين: "لن نسمح بحدوث بهذا"، وحذر وزير الخارجية البريطاني "جيرمي هانت" من أن "الصداقة تقوم على القيم المشتركة".
وأوضحت "الغارديان" أن برامج ولي العهد "محمد بن سلمان" الكبرى للإصلاح الاجتماعي والاقتصادي، مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة، حظيت بترحيب دولي، لكنها ترافقت مع زيادة حادة من القمع والملاحقة للمعارضين.
وأضافت الصحيفة أن "السلطة أصبحت الآن في يد واحدة، وأصبحت أكثر قسوة، ومتسرعة ومتهورة وواثقة بأنها تستطيع أن تفعل ما تريد وكيفما تشاءـ والفضل يعود إلى دونالد ترامب وصهره جارد كوشنر، اللذين تبنيا ولي العهد".
ونقلت الصحيفة البريطانية ما جاء في صحيفة "واشنطن بوست"، بناء على تقارير استخباراتية، بأن ولي العهد أمر شخصيا بعملية استدراج "خاشقجي" إلى السعودية واعتقاله.
وأكدت أنه "لو صح قتل الصحفي فإن ذلك سيكون تصعيدا للقمع مثيرا للصدمة، وثقة السعودية بقدرتها على استهداف رمز محترم كان يعيش في واشنطن، وكتب في صحيفة (واشنطن بوست) وذلك أثناء زيارته لتركيا".
وذكرت الصحيفة أنه في "حال لم تقدم تركيا دليلا قاطعا على مقتل خاشقجي فإن الدول الغربية ستجد سهولة لمواصلة علاقتها كما كانت، مع أن إنكار الرياض غير مقنع".
وتابعت أن "ترامب كان واضحا بأن صفقات السلاح هي أولوية، لكن هذه الحادثة قد تكون نقطة تحول على المدى البعيد، فالمستثمرون الذين يتطلعون للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي الأسبوع المقبل الذي أطلق عليه (دافوس في الصحراء)، قد يفكرون مرة ثانية قبل استثمار أموالهم".
واختتمت "الغارديان" تقريرها قائلة: "لا يمكن للحلفاء الغربيين الاستمرار في غض الطرف عن طبيعة النظام، الذي لا يبدو كأنه قوة استقرار في المنطقة، فقد كان ثمن الحرب الإنساني الباهظ في اليمن مدعاة لوقف صفقات الأسلحة الأمريكية والبريطانية والأخرى، وهناك حاجة لإعادة التفكير في العلاقات مع المملكة.