قالت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، إن موقف الرئيس دونالد ترامب، من مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في مبنى قنصلية بلاده بإسطنبول، يوم 2 أكتوبر الجاري، تأجل الإعلان عنه بسبب طرود القنابل التي أُرسلت لعدد من الديمقراطيين في أمريكا.
وتابعت في تحليل للكاتب رالف زهالو، أن الجميع كان ينتظر أن يسمع وجهة نظر الرئيس الأمريكي فيما يتعلّق بقضية خاشقجي، خاصة بعد أن التقى بمديرة المخابرات المركزية، جينا هاسبل، التي عادت من تركيا بعد أن استمعت لتسجيل صوتي لحادثة مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية، غير أن موجة القنابل غير المتفجّرة التي أُرسلت لعدد من النواب الديمقراطيين أجّلت الموضوع، ولكن إلى متى؟
ويرى رالف زهالو أن القنابل التي أُرسلت للديمقراطيين تبيَّن أنها غير قابلة للانفجار، وكأنها صُمّمت بطريقة تسمح للرئيس ترامب أن يؤجّل إطلاع الرأي العام الأمريكي والدولي على حقيقة مقتل خاشقجي، من خلال افتعال أزمة داخلية بدت وكأنها كبيرة، وتمثّلت بإرسال قنابل، ولكن اتّضح لاحقاً أنها قنابل غير انفجارية.
وكان البيت الأبيض قد أوفد مديرة المخابرات المركزية إلى تركيا للاطلاع على تفاصيل مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وعندما عادت كان الجميع ينتظر أن يسمع ما عرفه ترامب من هاسبل، حتى جاءت أخبار القنابل التي أُرسلت إلى ديمقراطيين، والتي لم يُعرف حتى الآن من يقف وراءها.
وأضاف زهالو أن المحللين والمتابعين لقضية مقتل خاشقجي يُجمعون على أن قضية من هذا النوع لا يمكن أن تكون إلا بأوامر من القيادة العليا، وتحديداً من الحاكم الفعلي، محمد بن سلمان، ومن ثم فإن معرفة من أمر بالقتل أهم من معرفة القاتل نفسه.
هذا الوضع يجعل الأمر سيئاً بالنسبة إلى ترامب، الذي جعل السعودية بمنزلة رأس حربة له في الشرق الأوسط، كما أنه يتعلق بولي العهد بن سلمان، الصديق المقرَّب لصهره جاريد كوشنر.
وسعت السعودية لتقديم روايتها بما يتعلّق بمقتل خاشقجي، بعد أيام من الإنكار، وقالت إنه قُتل نتيجة شجار داخل القنصلية، وهو ما اعتبره ترامب لاحقاً بأنه محاولة للتستّر على الجريمة، واصفاً إياه بأنه أسوأ تستّر في التاريخ.
ويرى الكاتب أن السعودية بالنسبة إلى ترامب تمثّل مليارات الدولارات من عقود التسليح، وهي كلها معرّضة للخطر، هذا بالإضافة إلى التعاون الاستخباري الكبير بين واشنطن والرياض.
لهذا السبب فإن الرئيس ترامب كان يسعى لطريقة مقبولة في معاقبة بن سلمان دون تفكيك التحالف الاستخباري والمالي والعسكري السعودي–الأمريكي.
ومن الناحية الواقعية، يرى زهالو أن مسألة معاقبة بن سلمان يجب أن تقع على عاتق العائلة الحاكمة بالدرجة الأولى، أو مواجهة غضب ترامب.
لذلك؛ إما أن تعمل العائلة السعودية الحاكمة على دفع بن سلمان لتقديم استقالته طوعاً، أو أن يعزل الملك سلمان ابنه من ولاية العهد.
ويختتم الكاتب بالقول؛ لا يبدو أن أياً من هذين الخيارين يمكن أن تلجأ له العائلة السعودية الحاكمة، طالما أن هناك قنابل منفجرة وغير منفجرة يمكن أن ترسَل إلى أماكن متفرقة من أمريكا وتستولي أخبارها على متابعة الأمريكيين.