ذكرت مصادر عسكرية محلية، الأربعاء، أن التحالف الذي تقوده السعودية حشد آلاف الجنود قرب مدينة الحديدة الساحلية باليمن في تحرك للضغط على المسلحين الحوثيين المتحالفين مع إيران للعودة إلى محادثات سلام ترعاها الأمم المتحدة.
ودعت الولايات المتحدة وبريطانيا إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام والتي دفعت اليمن إلى شفا المجاعة مما زاد من الضغوط على السعودية في وقت تواجه فيه غضبا عالميا إزاء مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول.
وأبلغت مصادر عسكرية يمنية موالية للتحالف وكالة "رويترز" بأن التحالف نشر نحو 30 ألف جندي جنوبي الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون وبالقرب من مدخلها الشرقي.
وقال أحد المصادر ”جرى إرسال آلاف الجنود اليمنيين المدربين على يد التحالف إلى مشارف الحديدة بالإضافة إلى نشر أسلحة حديثة تشمل مركبات مدرعة ودبابات... استعدادا لعملية كبيرة في الأيام المقبلة“.
وذكر سكان لرويترز أن الحوثيين نشروا أيضا قوات في وسط مدينة الحديدة عند الميناء وفي الأحياء الجنوبية تحسبا لأي هجوم.
وقال بيتر سالزبري الزميل الاستشاري بمعهد تشاتام هاوس إنه لا يساوره شك في حدوث حشد حاليا لقوات التحالف غير إنه متشكك بشأن الأعداد المعلنة.
وقال ”أنا متأكد من أن هناك حشدا للقوات ولكن أجد صعوبة من تصديق رقم الثلاثين ألفا“.
ولم يعلق التحالف والحوثيون على التحركات العسكرية.
ويحاول مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث إنقاذ محادثات السلام التي انهارت في سبتمبر أيلول وهو ما زاد المخاطر من تجدد الهجوم على المدينة الواقعة على البحر الأحمر، وهي الميناء الرئيسي للبلاد وشريان الحياة لملايين اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
ورحب جريفيث بدعوة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الثلاثاء لوقف العمليات القتالية قبيل المفاوضات المقرر انعقادها في نوفمبر تشرين الثاني برعاية الأمم المتحدة.
وأيدت بريطانيا أيضا إنهاء القتال الذي تشير أرقام الأمم المتحدة إلى أنه أودى بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص. وتقول الأمم المتحدة إن نصف سكان اليمن ربما يصبحون قريبا على شفا المجاعة.
وقال جريفيث في بيان صدر الأربعاء ”نظل ملتزمين بالعمل على إقناع الأطراف اليمنية بالجلوس إلى طاولة المفاوضات خلال شهر. الحوار يظل الطريق الوحيد للتوصل إلى اتفاق شامل“.
وحث جريفيث الأطراف المتحاربة على استئناف المشاورات من أجل الاتفاق على إطار عمل للمحادثات السياسية وإجراءات لبناء الثقة مثل دعم البنك المركزي وتبادل الأسرى.
وقال فرحان حق المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحفيين في نيويورك اليوم إن جريفيث يأمل الإعلان عن جولة محادثات ”بأسرع ما يمكن لكننا لم نصل إلى تلك المرحلة بعد“.