قالت مجلة "نيويوركر" الأمريكية، إن السعودية -على ما يبدو- دخلت مرحلة خطيرة، وذلك بعد أن ثبت أن اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي نفذه فريق أمني متخصص، جاء من الرياض إلى إسطنبول قبل شهر.
وأضافت المجلة أنه رغم اتضاح الصورة الكاملة، فإن بعض التفاصيل لا تزال غامضة، ومنها على سبيل المثال: أين الجثة، أو ما تبقى منها؟ وهل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو من أمر بالقتل أو أحدٌ غيره؟
إضافة إلى ذلك، مغادرة القنصل السعودي، محمد العتيبي، تركيا بعد أسبوعين من الجريمة وغيابه عن المشهد، وهو الشخص الذي يمكن أن يشكل عنصراً حاسماً في معرفة بقية التفاصيل.
وأشارت إلى أن "محمد بن سلمان وزمرته عازمون على طمس الحقيقة. لقد كذبوا مراراً حول مقتل خاشقجي، وتورط حكامهم؛ ومن ثم فمن غير المعقول ألا تكون السلطات السعودية على معرفة ودراية بمكان الجثة".
وسؤال آخر تطرحه المجلة: "لماذا كان بن سلمان مُصرّاً على إسكات خاشقجي؟". وتجيب: "العام الماضي، شرع في حملة اعتقالات غير مسبوقة بحق المعارضة، واعتقل مئات الصحفيين ورجال الدين والمدافعين عن حقوق المرأة".
ولفتت "نيويوركر" إلى مقابلة ولي العهد السعودي مع وكالة "بلومبيرغ"، التي تحدّث فيها عن اعتقال 1500 سعودي في السنوات الثلاث الماضية بتهم "الإرهاب والتطرف".
وكشفت عن رسالة أرسلها خاشقجي إلى المجلة قبل مقتله بعدة أشهر، تضمنت تصريحات عن اعتقال سلمان العودة، واتهامات له بسبب انتقادات قديمة تعود لحرب الخليج، عندما هاجم السعودية بسبب دعوة القوات الأمريكية.
وتؤكد المجلة أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي وضعت ثقلها خلف بن سلمان باعتبار السعودية ركيزة أساسية في استراتيجيتها بالشرق الأوسط، "لم تفعل أي شيء لتقديم الحقيقة في قضية خاشقجي".
وتشير المعلومات إلى أن هناك استياء داخل أسرة آل سعود، لكن لا يبدو أن هناك أي قدرة أو توجُّه لإزاحة بن سلمان، فلقد عمد من خلال حملاته المتكررة، إلى قمع أي قوة داخل الأسرة المالكة يمكن أن تكون خطراً عليه.
وتستدرك المجلة: "لكن ذلك لا يمنع وجود حالة استياء عارمة داخل الأسرة السعودية الحاكمة، ما قد يؤدي إلى انفلات الأمور عن نطاق السيطرة؛ ومن ثم دخول الأسرة المالكة السعودية مرحلة خطيرة".
ويقول برويس ريدل، الخبير في الشرق الأوسط للمجلة، إن الأزمة التي تضرب السعودية ربما لن يكون لها أي مَخرج سياسي إلا من خلال القوة، على حد قوله.