قالت وكالة “أكوفين” الإخبارية المتخصصة في الشؤون الاقتصادية الأفريقية، إن “حالات التأييد التي حظيت بها السعودية لدى حكومات إفريقية محدودة، في كارثتي حرب اليمن واغتيال خاشقجي وحملة مقاطعة قطر، ترجع لضغوط تمارسها حكومة الرياض بدون استحياء على هذه الحكومات، بينها التهديد بوقف التمويلات وتعقيد منح تأشيرات الحج والعمرة”.
وأشارت “أكوفين” في تحليل بعنوان “أفريقيا والسعودية: الشريك الأفضل والأسوأ”، إلى “أن الرياض قد تعقد حصول الدول التي لم تساند سياسات السعودية، على تأشيرات الحج والعمرة بالغة الحساسية، وهي تأشيرات قد تقطع شعوب هذه الدول عن زيارة الأراضي المقدسة”.
وأضافت الوكالة “أن الحكومات التي وقفت إلى جانب الرياض في سياساتها الغريبة وهي حكومات موريتانيا وإثيوبيا وجيبوتي والصومال وجنوب السودان، مرغمة على هذه المساندة نظرا لحاجتها للتمويلات السعودية الزهيدة لكنها قابلة للزيادة”.
وكما انتهزت حكومة الرياض، بحسب الوكالة، وضع القارة الأفريقية المنهكة بالإرهاب، واضعة نفسها بين الشركاء الضروريين لمواجهة العنف المسلح، رغم أن”قادة الحركات الجهادية المسلحة، من خريجي المدرسة السلفية الوهابية المتزمتة التي صدرت من السعودية فكرها المدمر للقارة”.
وبالرغم من ذلك، فإن حكومة الرياض تواصل تقديم التمويلات لجهود مكافحة الإرهاب في إفريقيا، حيث قدمت في ديسمبر 2017، مبلغ 100 مليون دولار لدعم القوة العسكرية المشتركة لمجموعة دول الساحل الإفريقي التي تضم موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو والتشاد.
ويشترك الصندوق السعودي للتنمية مع الوكالة الفرنسية للتنمية حاليا في استثمارات يبلغ مجملها 200 مليون دولار، و”هذا، يضطر الحكومات التي ساندت الرياض لدعم السياسات السعودية، وهي مواقف لا يمكن تبريرها على المستوى الداخلي، كما أنها مربكة على المستوى الخارجي”، حسب أكوفين.
وخلصت الوكالة إلى “أن الرياض ستضطر لدفع تمويلات أكثر لضمان استمرار هذه الحكومات في دعم مواقفها، الأمر الذي يزداد صعوبة بعد تورط نظام الرياض في اغتيال جمال خاشقجي نفذ ببشاعة غير مسبوقة”.
وأشارت وكالة “أكوفين” في تحليلها “إلى أن السعودية تجعل من السيطرة الكاملة على الـ450 مليون إفريقي هدفها الأساسي في سياساتها الحالية والمستقبلية”.