حذرت وزارة الخارجية الروسية من أن العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على قادة أجهزة استخبارات روس بسبب ضلوعهم في الأزمة الأوكرانية يمكن أن تهدد التعاون المشترك حول الأمن، في وقتٍ أكد البيت الأبيض أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «مذنب» في إسقاط طائرة الركاب الماليزية.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية رداً على قرار العقوبات الذي أعلن أن الاتحاد الأوروبي «وضع عملياً التعاون الدولي في المجال الأمني في خطر». وأضافت أن «توسيع لائحة العقوبات يشكل دليلاً مباشراً على خيار بلدان الاتحاد الأوروبي التخلي عن التعاون مع روسيا على صعيد الأمن الدولي والإقليمي»، مشيرة إلى «تفاقم الأزمات في أفغانستان والشرق الأوسط وشمال إفريقيا». ودانت موسكو ما وصفته بأنه «تدابير غير مسؤولة»، معربة عن يقينها أن «أقطاب الإرهاب الدولي سيرحبون بحماسة بهذه القرارات».
وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه وسع لائحة الشخصيات السياسية الروسية التي تستهدفها العقوبات، والتي أدرج فيها في الوقت الراهن أسماء رئيس جهاز الأمن الفدرالي نيكولاي بورتنيكوف ورئيس أجهزة الاستخبارات ميكايل فرادكوف والرئيس الشيشاني رمضان قديروف. وأدرج في اللائحة الجديدة أيضاً اسم سكرتير مجلسي الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف الرئيس السابق لجهاز الأمن الفدرالي.
وتضم اللائحة 15 شخصية و18 كياناً يستهدفهم تجميد ممتلكات وحظر سفر.
وتشمل العقوبات ميخائيل ديغتياريف النائب في الدوما (مجلس النواب الروسي) لأنه أعلن فتح سفارة لجمهورية دونيتسك الشعبية غير المعترف بها في موسكو.
وبين الكيانات عدة ميليشيات ومجموعات مسلحة غير قانونية مثل جيش الجنوب الشرقي (انفصالي). أما الشركات التي تطالها العقوبات فتتخذ من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في مارس مقراً لها، ومن بينها مجموعة فندقية متمركزة في يالطا وأخرى لصناعة السفن.
موقف أميركي
إلى ذلك، أكد البيت الأبيض أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «مذنب» في إسقاط طائرة الركاب الماليزية.
وأدلى الناطق باسم البيت الأبيض جوش إيرنست ببعض من أقوى تصريحاته منذ إسقاط الطائرة، رابطاً الحادث بروسيا التي انتقدتها الولايات المتحدة لتزويدها الانفصاليين الأوكرانيين بالسلاح.
وقال إيرنست للصحافيين في البيت الأبيض إن «ما نعرفه أيضاً أن الطائرة الماليزية أُسقطت بصاروخ أطلق من الأرض في منطقة يسيطر عليها الانفصاليون وفي منطقة لم يكن الأوكرانيون أنفسهم يشغلون فيها بشكل فعلي أسلحة مضادة للطائرات في ذلك الوقت». وأضاف: «ومن ثم، فهذا هو السبب في أننا خلصنا إلى أن فلاديمير بوتين والروس مذنبون في هذه المأساة».