كشفت صحيفة غارديان البريطانية أن البيت الأبيض منع مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) جينا هاسبل أو أي مسؤول من الوكالة من تقديم إحاطة إلى مجلس الشيوخ بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وذكرت الصحيفة أن وزيري الخارجية الأميركي مايك بومبيو والدفاع جيمس ماتيس سيقدمان الأربعاء إحاطة سرية بشأن العلاقات الأميركية السعودية في مجلس الشيوخ، وذلك قبل أن يصوت المجلس على مقترح قانون لوقف الدعم الأميركي للتحالف السعودي الإماراتي في الحرب اليمنية.
وأشارت غارديان إلى أن أي قضية مهمة تتعلق بالأمن القومي الأميركي فإنه عادة ما يقدم مسؤول بارز في الاستخبارات الأميركية إحاطة للمشرعين في الكونغرس، وبالتالي سيكون غياب هاسبل أمرا فاضحا.
وكانت هاسبل سافرت إلى إسطنبول الشهر الماضي، وأسمعتها الاستخبارات التركية تسجيلا صوتيا لعملية اغتيال خاشقجي وتقطيع جثته داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، ثم قدمت مسؤولة "سي آي أي" تقريرا إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتضمن تقييم الوكالة بشأن ما حدث للصحفي السعودي.
وقد امتنع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الثلاثاء (27|11) في مؤتمر صحفي عن الرد على سؤال أحد الصحفيين بشأن ما أفادت به صحيفة غارديان عن منع هاسبل من تقديم إفادتها في الكونغرس.
ونقلت صحيفة غارديان عن مساعد لأحد أعضاء مجلس الشيوخ قوله إنه دائما ما يقدم مسؤول استخباراتي إفادة للمشرعين في مثل هذه القضايا، وأضاف المساعد أن منع "سي آي أي" من تقديم تقييمها إلى الكونغرس سيكون أمرا غير مسبوق وسينظر إليه على أنه إسكات لصوت أجهزة الاستخبارات من لدن الرئيس ترامب.
وكان الرئيس الأميركي قال في وقت سابق إن تقييم وكالة "سي آي أي" لجريمة خاشقجي لم يكن جازما بشأن مسؤولية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بإعطاء الأمر بتصفية الصحفي السعودي.
وأضاف ترامب أن لتقييم "سي آي أي" وجهين مختلفين، وإنه لا يقول إن ولي العهد السعودي هو من أمر بقتل خاشقجي.
وسبق لرئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بوب كوركر أن دعا مديرة وكالة الاستخبارات المركزية لإحاطة المجلس بشأن جريمة خاشقجي، وأضاف كوركر أنه لا يتوقع أن تكون الإحاطة التي سيقدمها بومبيو وماتيس كافية للإجابة عن كل الأسئلة المتعلقة باغتيال خاشقجي.
وأضاف أن أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي ينظرون في إضافة تشريع جديد يستهدف ولي العهد السعودي.