كشفت شبكة "سي أن أن" الأميركية عن مضمون نحو 400 رسالة عبر تطبيق واتساب أرسلها الصحفي السعودي جمال خاشقجي إلى المعارض السعودي المقيم بكندا عمر عبد العزيز، وصف في إحداها ولي العهد محمد بن سلمان بوحش يلتهم كل من في طريقه، وتحدث عن تأسيس حركة معارضة.
وقالت الشبكة الأميركية إن مراسلات خاشقجي الخاصة عبر الهاتف قد توفر دليلا جديدا على الدوافع وراء اغتياله، لافتة إلى أنه كان في كتاباته العلنية ينتقد بتحفظ ولي العهد، لكنه في مراسلاته الخاصة لم يكن كذلك.
ففي رسالة بعث بها في مايو الماضي عقب حملة اعتقالات لناشطين في السعودية، أشار خاشقجي إلى أن ولي العهد مثل الوحش، وكلما التهم مزيدا من الضحايا أراد التهام المزيد. وأضاف أنه لن يكون متفاجئا إذا وصلت مظالم بن سلمان إلى أولئك الذين يصفقون له.
وفي رسالة أخرى، قال خاشقجي إن ولي العهد يحب القوة والطغيان، وإنه يريد إظهارهما، مضيفا أن الطغيان لا منطق له.
كما تعهد خاشقجي بتأمين مبلغ 30 ألف دولار لتأسيس "حركة معارضة شبابية عبر الإنترنت" للدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان بالمملكة ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكها، وقالت "سي أن أن" إن مثل هذا النقاش يعد خيانة في السعودية.
وكانت الخطة تقتضي بإرسال شرائح هواتف محمولة أجنبية إلى المملكة، حتى يتمكن النشطاء في البلاد من التغريد دون أن يتم تتبعهم.
وكان هاتف عبد العزيز قد تعرض لقرصنة وهو في كندا، حيث استخدمت المخابرات السعودية برنامج تجسس إسرائيلي متطور يدعى بيغاسوس-3، بحسب ما كشفه معمل تابع لجامعة تورنتو الكندية.
وقال عبد العزيز لشبكة "سي أن أن" إن قرصنة هاتفه لعبت دورا كبيرا في اغتيال خاشقجي، مضيفا "الشعور بالذنب يقتلني".
وفي مراسلة أخرى، رد خاشقجي على رسالة صديقه -الحاصل على اللجوء في كندا- الذي ينتقد بشدة سياسات المملكة ولا سيما انتهاكات حقوقية داخلية، بالقول "الله يسمع منك ويذهب هذه الكدرة عنا وعن الوطن".
وكشف تقرير الشبكة الأميركية أن خاشقجي أدرك قبل شهر من مقتله أن السلطات السعودية قد تكون اعترضت مراسلاته.
كما أوردت أن عبد العزيز التقى في مايو الماضي مبعوثيْن سعوديين طلبا لقاءه بمدينة مونتريال الكندية، مشيرة إلى أنه عمل بنصيحة خاشقجي حيث تم اللقاء بإحدى المقاهي.
ودعا المبعوثان -اللذان قدما نفسيهما على أنهما مرسلان من طرف ولي العهد- عبد العزيز للعودة وعرضا عليه الأمان ومنصبا رفيعا. كما اقترحا عليه التوجه للسفارة في كندا لتسلم بعض الوثائق.
يُذكر أن خاشقجي قتل بالقنصلية في إسطنبول في 2 أكتوبر الماضي، ولاحقا خلصت وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) إلى أن ولي العهد هو من أمر بقتل مواطنه الصحفي.