كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن مصادر مطلعة قولها، إن السعودية والكويت تقتربان من استئناف العمليات في حقوق نفط متنازع عليها بين البلدين بعد تدخل الولايات المتحدة كوسيط في الاتفاق.
وقالت الصحيفة إن العودة المحتملة لحقول النفط إلى العمل من شأنها فتح طاقة إنتاجية رئيسية، في الوقت الذي تدرس فيه الولايات المتحدة التخلص التدريجي من الإعفاءات التي منحتها إلى بعض المشترين للنفط القادم من إيران والتي تفرض عليها واشنطن عقوبات، وأيضا في ظل توقعات بأن تشهد الأسواق تشديدا متوقعا في العام الماضي.
وذكرت الصحيفة، أن وزارة الخارجية الكويتية تراجعت عن موقفها بشأن عودة الإنتاج في حقول النفط المشتركة مع السعودية بعد وعود أمريكية بضمان أمن الكويت.
وقالت: "إذا أعلن الاتفاق فإن حقول النفط المشتركة ستعيد الضخ في الربع الأول من العام المقبل 2019.. شركة شيفرون، التي تدير أحد الحقول، ستعيد استئناف الإنتاج بسلاسة، بعد أن راجعت مؤخرا العمليات التشغيلية في الحقل المشترك".
وكشفت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، في أكتوبر الماضي، أن "خلافا حول طبيعة دور شركة النفط الأمريكية العملاقة شيفرون، أدّى إلى تعطيل محادثات بين السعودية والكويت".
وزار ولي العهد السعودي، "محمد بن سلمان"، الكويت في سبتمبر الماضي، لبحث استئناف إنتاج النفط من المنطقة، لكن المحادثات فشلت في تقريب البلدين أكثر من التوصل إلى اتفاق.
واندلعت التوترات بشأن الحقول المشتركة بين الكويت والرياض منذ العقد الماضي، بسبب قرار سعودي بتمديد امتياز "شيفرون" في حقل "الوفرة"، حتى عام 2039 دون استشارة الكويت.
وأغلقت السعودية المنطقة المحايدة مع جارتها الكويت، في قرار منفرد من جانب واحد، بعد نحو 50 عاما من الإنتاج المشترك في المنطقة المتقاسمة بين البلدين منذ عام 1966.
ويقع حقلا "الخفجي" و"الوفرة" في المنطقة المحايدة بين الكويت والسعودية، ويتراوح إنتاجهما بين 500 و600 ألف برميل نفط يوميا، مناصفة بين الدولتين.
وتشغل حقل "الوفرة" الشركة الكويتية لنفط الخليج التي تديرها الحكومة وشركة "شيفرون" نيابة عن السعودية، فيما يدار حقل "الخفجي" من قبل شركة "أرامكو" السعودية والشركة الكويتية لنفط الخليج.
وكانت تقارير كويتية قد كشفت النقاب عن زيارة سرية أجراها وزير النفط والكهرباء والماء الكويتي، "بخيت الرشيدي"، والرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية، "نزار العدساني"، إلى السعودية الثلاثاء.
ورجحت التقارير، التي أوردتها صحيفة "الراي" الكويتية، أن تعطي الزيارة دفعة إيجابية لمحادثات إعادة الإنتاج في المنطقة المقسومة.
وذكرت الصحيفة أن مصادر مطلعة أعربت عن تفاؤلها بأن تشكل الزيارة خطوة متقدمة لطي ملف توقف الإنتاج النفطي في المنطقة المقسومة (الخفجي والوفرة)، خصوصا أنها تأتي بعد يومين من انعقاد القمة الخليجية في الرياض.
ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها إن كلا الطرفين، السعودي والكويتي، حريصان على طي هذا الملف العالق منذ نحو 4 سنوات.