في موقف حكومي معزول وبدون تأييد أو عمق شعبي في الإمارات، وعلى نحو مفاجئ أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في أبوظبي  "تضامنها الكامل ووقوفها مع السعودية في موقفها تجاه ما صدر مؤخرا عن مجلس الشيوخ الأمريكي و"ضد كل من يحاول المساس بموقع المملكة وبمكانتها الإقليمية". 

الوزارة سبق أن اتخذت مواقف ليس فقط أنها  تفتقد للبعد الشعبي، وإنما أيضا بدون تنسيق مع رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد، عندما أعلنت في 2014 ما أسمتها قائمة الإرهاب الإماراتية والتي ضمت عشرات من مراكز البحوث والمواقع الإخبارية.

في ذلك الوقت، أصدر محمد بن راشد بيانا حاول فيه استدراك هذه القائمة، ولكن وكالة أنباء الإمارات الحكومية الرسمية (وام) تجاهلت بيانه ولم تنشره رغم أن الموقف صادر عن نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وعضو المجلس الأعلى للاتحاد.

والوزارة اليوم، في بيانها تضع نفسها في قوقعة من العزلة والمواقف الدولية القليلة جدا التي تقف إلى جانب الرياض في جريمة مقتل خاشقجي. موقف الكونجرس الذي يصفه ناشطون "بالمشرف" تأخرت الرياض عن تحديد موقفها منه نحو 3 أيام، ثم أعلنت رفضها له. ولم يؤيد ابن سلمان في هذا الرفض سوى البحرين التابعة تماما وبدون إرادتها للسلطات السعودية، بحسب مزاعم ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.

أما موقف أبوظبي فليس مفهوما، فابن سلمان في موقف ضعيف ومأزق دولي ولن ينفعه لا بيان أبوظبي ولا المنامة، فلماذا تضع دبلوماسيتنا الإماراتية نفسها في هذا الموقف المعزول دوليا بصورة تامة، وكيف تضحي بما تسميه "القوة الناعمة" وتغامر بسمعة الدولة في قضية كهذه والتي لا تصمد أمام "منشار" ابن سلمان، على ما يقول ناشطون.

وكان مجلس الشيوخ الأمريكي أصدر قرارين يدعو أحدهما لإنهاء الدعم العسكري الأمريكي للحرب في اليمن ويلقي الآخر بمسؤولية قتل الصحفي جمال خاشقجي على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.