أكدت الحكومة اليمنية أنها أحبطت، بمساعدة التحالف الذي تقوده السعودية وتشارك فيه الإمارات، غارة للحوثيين بطائرة مسيرة على قادة عسكريين في محافظة الحديدة التي تشهد منذ ثلاثة أسابيع وقف هشا لإطلاق النار.
ويأتي هذا الإعلان بعد غارة مماثلة استهدفت صباح الخميس الماضي عرضا عسكريا للقوات اليمنية في قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج جنوبي اليمن، مما أسفر عن مقتل وإصابة عسكريين بينهم ضباط كبار.
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني إن الهجوم الجوي الحوثي الجديد وقع صباح اليوم الأحد بطائرة مسيرة مصنوعة في إيران ومحملة بمواد شديدة الانفجار، مضيفا أن الغارة كانت تستهدف مقر سكن الفريق الحكومي المشارك في اللجنة المشتركة المشكلة بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي بين الحكومة وجماعة الحوثي في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وأضاف الأرياني أنه تم اعتراض الطائرة المسيرة وتفجيرها قبل أن تبلغ هدفها، متهما الحوثيين بمحاولة إفشال تنفيذ اتفاق السويد، وإجهاض جهود الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتسوية الأزمة.
ويشارك ثلاثة مسؤولين عسكريين حكوميين في هذه اللجنة المشتركة التي يرأسها قائد فريق المراقبين الدوليين الجنرال الهولندي باتريك كامرت، لمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار بالحديدة. وهؤلاء الثلاثة هم اللواء الركن صغير عزيز نائب رئيس أركان الجيش اليمني لشؤون التدريب، واللواء الركن محمد مصلح عيضة نائب رئيس جهاز الأمن القومي، والعميد أحمد علي الكوكباني قائد لواء تهامة.
وكان رئيس الاستخبارات العسكرية اليمنية اللواء محمد صالح طماح قد توفي متأثرا بجراح أصيب بها في الغارة الحوثية على قاعدة العند الجوية، ليرتفع عدد القتلى في الهجوم إلى ستة، فضلا عن 45 مصابا بينهم قادة عسكريون ومسؤولون حكوميون.
وتوفي طماح بعد تعثر عملية نقله للعلاج في الخارج إثر تدهور حالته، كما تعذر نقل آخرين -بينهم اللواء صالح الزنداني نائب رئيس هيئة الأركان العامة وضباط آخرون- بسبب حالتهم الصحية، بينما نقل بعض المصابين بطائرة إجلاء طبية للعلاج في الخارج، بينهم محافظ لحج اللواء أحمد التركي.
في هذه الأثناء، اتهم رئيسُ وفد الحوثيين إلى مشاورات السلام اليمنية محمد عبد السلام رئيسَ لجنة إعادة الانتشار الأممية بالحديدة باتريك كامرت بالخروج عن مسار اتفاق السويد.
وقال عبد السلام في تغريدة له على تويتر إن عدم إحراز أي تقدم في الحديدة على صعيد تنفيذ اتفاق السويد يعود بالأساس إلى خروج كامرت عن مسار الاتفاق بتنفيذ أجندة أخرى.
وأضاف أن المهمة تبدو أكبر من قدراته، وأنه إذا لم يتدارك المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث الأمر فسيصعب البحث في أي شأن آخر، حسب تعبيره.
وكان الحوثيون أعلنوا مؤخرا أنهم سحبوا قواتهم من ميناء الحديدة في إطار إعادة الانتشار التي نص عليها اتفاق السويد، لكن الحكومة شككت في الانسحاب.
ووسط اتهامات متبادلة بين الحوثيين وبين الحكومة والتحالف بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، تشهد الحديدة من حين لآخر اشتباكات في أطراف المدينة الجنوبية والشرقية، وقعت أحدثها قبل يومين.
وفيما يتعلق بمساعي تسوية الأزمة اليمنية، قالت الخارجية الأردنية إن عمّان تدرس طلبا أمميا لاستضافة الجولة الثانية من المحادثات بين الحكومة اليمنية والحوثيين على أراضيها. وأكدت الوزارة أنه سيتم الرد على طلب الأمم المتحدة قريبا.