تواجه السعودية مشكلة اجتماعية تتطلب حلاً سياسيًا عاجلاً، إذ أصبحت قصص النساء الهاربات، اللواتي يقدر عددهن بأكثر من ألف حالة، اخبارًا منتظمة ولكن قصة رهف القنون، البالغة من العمر 18 عاما تصدرت عناوين الصحف.
وقد تقطعت السبل برهف في مطار بانكوك وهي في طريقها إلى إستراليا ، ووضعت تحت حجز الأمم المتحدة ليتم قبولها كطالبة لجوء، وبعد أن حاصرت نفسها في غرفة فندق، وبثت محنتها وتحدثت عن مخاوف اعادتها قسراً إلى السعودية، وصلت أخيرا إلى كندا حيث من المتوقع أن تعيش حياة كريمة.
رهف القنون، كانت محظوظة في نجاحها بالهرب على الرغم من الاعتقاد بأن الحكومة السعودية ربما قد حاولت اعادتها إلى البلاد بقوة، ولكنها قد تكون اخفقت، وفقا لما ذكره موقع ” ميدل ايست اي”، ففي حالات سابقة مماثلة، تدخل موظفو السفارة السعودية واجبروا سلطات المطار على التعاون وإعادة الفتيات ولكن دينا على سلوم لم تكن محظوظة مثل رهف.
وقد تم الاستيلاء على جواز سفر سلوم عنوة في مطار مانيلا وقيدوها لمدة 13 ساعة رغم استغاثتها المتكررة بأن عائلتها ستقتلها اذا حضرت وأنها ستموت إذا عادت للسعودية، وعلى بعد آلاف الاميال ، القي القبض على الشابة البالغة من العمر 24 عاما في مطار نينوي أكينو الدولي في مانيلا بينما كانت في طريقها إلى سيدني إذ وصل بعض أفراد عائلتها وخطفوها من المطار واجبروها على ركوب طائرة تابعة للخطوط الجوية السعودية.
وخلص موقع ” ميديل إيست اي” إلى أن فشل الدولة السعودية وراء هذه الظاهرة، بما في ذلك فشل المؤسسات في توفير الأمن والحماية للنساء حيث يمكن احتجاز النساء في مراكز خاصة تديرها الدولة ولا يمكن تحريرهن ما لم يوافق ولي الأمر على توثيق وثائق الإفراج الخاصة بهن.
ولاحظ الموقع أن الشخص المعتدي في السعودية هو الوصي في تناقض واضح بحيث إذا تعرضت امرأة للإساءة من قبل والد وهربت تحتجزها السلطات فإن هذا الأب هو الذي يقدم نفسه كوصي عليها لمنح الإذن لها بالحرية مرة أخرى.
ومن المفارقة ان فرار العديد من النساء السعوديات يأتي وسط الحديث حول الإصلاحات الاجتماعية العديدة التي يقوم بها ولي العهد إذ قيل بأن النساء يمكنهن قيادة السيارة الان والذهاب إلى السينما الاستمتاع بالحفلات الموسيقية ولكن هذه “الحريات” لم تمنع النساء من محاولة الفرار من البلاد.
وأوضح البروفسور مضاوي الرشيد، كاتب التقرير، أن هناك حالة من عدم المساواة بين الجنسين في السعودية، بما في ذلك القيود على التنقل ونظام الوصاية والحرمان من الحقوق والزواج القسري.
وأضاف الرشد، وهو أستاذ زائر في مركز الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد، أن العديد من النساء تغلبن على حالة الصمت وقمن بعرض مشكلاتهم المتعلقة بإساءة المعاملة، وعلى سبيل المثال، تعرضت المذيعة التلفزيونية الشهيرة رانيا الباز لسوء المعاملة والتشويه على يد زوجها المدمن على الكحول ولكنها ناضلت لتحرير نفسها، وذهبت إلى فرنسا ونشرت مذكراتها على الرغم من إصابتها.