وافقت الحكومة الألمانية على تصدير أربعة أنظمة صواريخ بحرية طورتها بالشراكة مع الولايات المتحدة، إلى قطر، في الوقت الذي أوقفت فيه برلين جميع مبيعات الأسلحة للسعودية؛ رداً على مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصليتها بإسطنبول.
وقال وزير الاقتصاد الألماني، بيتر ألتماير، في خطابه للنواب، نشرته وكالة "رويترز"، اليوم الخميس: "سيتم تصدير نظام الصواريخ إلى قطر عبر إيطاليا، في حين سيتم تصدير الأنظمة التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء عبر الولايات المتحدة".
وتحمي هذه الأنظمة سفن البحرية من الصواريخ والطائرات والطائرات العمودية، كما تشمل عملية البيع 85 جهاز رادار مزدوجاً، وأنظمة تعمل بالأشعة تحت الحمراء لتوجيه الصاروخ إلى هدفه.
ولم تذكر الرسالة، التي حملت تاريخ 23 يناير، قيمة الصفقة، معللة ذلك بحكم محكمة عام 2014 الذي يعفي من الإفصاح عن هذه المعلومات إذا كانت ستضر بقدرة الشركات على المنافسة.
وتربط قطر بألمانيا علاقات سياسية واقتصادية جيدة، إذ رفضت برلين الحصار المفروض على الدوحة، ودعت إلى حل سلمي بين الأطراف في دول مجلس التعاون.
وتعد قطر شريكاً أساسياً لألمانيا على جميع المستويات، خاصة على المستوى الاقتصادي، حيث توجد استثمارات قطرية ضخمة في ألمانيا تصل إلى قرابة 30 مليار يورو، علاوة على المساهمات الكبيرة التي تقدمها الشركات الألمانية في المشروعات المختلفة داخل قطر.
ويأتي إرسال أنظمة الصواريخ إلى الدوحة، في وقت قرّرت ألمانيا تعليق جميع صادرات الأسلحة إلى السعودية، وذلك عقب مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، مطلع أكتوبر الماضي.
وسبق أن طلبت برلين من الدول الأوروبية الأخرى اتخاذ قرار مماثل بوقف صادرات الأسلحة إلى السعودية، من أجل زيادة الضغط على الرياض؛ على خلفيّة مقتل خاشقجي.
وتصدّرت القضية الرأي العام الدولي منذ ذلك الحين، وتسببت في توتر علاقات الكثير من الدول مع المملكة، وسط اتهام أطراف مختلفة لولي العهد، محمد بن سلمان، بالتورط شخصياً فيها، وهو ما تنفيه الرياض في حين تؤكده وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA).