قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن العاصمة السعودية الرياض تعد "واجهة المشروع السلطوي للحداثة" الذي أطلقه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وفي مقال له بالصحيفة، استهل الكاتب بانجامان بارت بمشهد عايشه قرب برج المملكة في حي العليا الفاخر، حيث رفضت شابتان الانصياع لأمر دورية شرطة الأخلاق أي "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" التي طلبت منهما تغطية رأسيهما.
ويشرح الكاتب في المقال كيف تراجعت الدورية حين ردت الشابتان بالقول إنهما غير معنيتين بأمرهم "لأن العهد عهد بن سلمان"، وفق ما نقل موقع إذاعة "مونت كارلو الدولية".
واعتبر بارت أن "المشهد يكشف الوجه الجديد للرياض حيث تتزامن ظاهرة تراجع الأصولية والانفتاح مع أجواء الرعب الذي أرساه نظام ولي العهد السعودي".
وأشار أيضاً في مقاله إلى امتناع عدد كبير ممَّن التقاهم عن التعبير عن رأيهم، ونقل عن رجل أعمال غربي "شعور جميع الموظفين في الوزارات بالخوف"، وأردف الرجل قائلاً: إن "السعودية لم تكن يوماً دولة بوليسية لكنها لم تعد بعيدة عن مثل هذه الحال".
وقال أحد المقربين من الدوائر الحاكمة للصحيفة: إن "صالات السينما والحفلات الغنائية شيء جيد لكنها استهلاك بحت، في حين أن الأولوية هي لإيجاد فرص عمل للشباب، لكن الأوضاع صعبة والأزمات المتتالية من احتجاز الأمراء في فندق الريتز كارلتون إلى تصفية جمال خاشقجي، لا تشجع المستثمرين".
كاتب المقال بارت اعتبر أن "ما يطفو من التجربة هو مجتمع أقل أصولية وأكثر قمعاً؛ أي إن بن سلمان لم يحدث ثورة بقدر ما طبّع السعودية على شاكلة باقي البلدان العربية، للأفضل والأسوأ في آن واحد".
وقتل خاشقجي على يد فريق اغتيال سعودي مقرب من بن سلمان في القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية، في الثاني من أكتوبر من العام 2018، وحتى الآن لم يتم محاسبة الضالعين في الجريمة.
وواجهت السعودية إثر ذلك العديد من الانتقادات والمطالبات الدولية والحقوقية وسط تقارير أفادت بتورط بن سلمان في حادثة الاغتيال وعلمه بها مسبقاً.