أفادت تقارير سرية "إسرائيلية"، نشرتها القناة العاشرة العبرية، أنّ ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، عمد إلى "تهميش" ابنه ولي العهد "محمد"، في محادثات حول ما تعرف بـ"صفقة القرن" المرتقبة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحلّ النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وصنف التقرير الذي كتبه محللون من مركز البحوث السياسية التابع لوزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي، بأنه "سري"؛ لكونه يتناول القضية الحساسة للغاية المتعلقة بالعلاقات السعودية الإسرائيلية.
وقال مسؤول رفيع المستوى إنّ التقرير يفيد بأنّ العاهل السعودي "سحب الملف الإسرائيلي-الفلسطيني من ابنه ولي العهد"، وأنه "لن يدعم" ما يسمى "صفقة القرن".
وفقاً للتقرير السري الذي نقل عنه الموقع الإلكتروني الإخباري "أكسيوس"، فإن المملكة العربية السعودية لن تدعم خطة السلام في الشرق الأوسط التي تقترحها إدارة ترامب، ولن تمارس التطبيع مع "إسرائيل"، ما لم تُقدّم الحكومة الإسرائيلية تنازلاً للفلسطينيين.
وأرسل التقرير السري إلى مجموعة صغيرة من السفراء ومسؤولي الأمن الوطني في الحكومة "الإسرائيلية".
وفي لقاء سابق مع مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، وهو صديق ولي العهد السعودي، أفادت تصريحات من دبلوماسيين سعوديين "سرية"، أن الملك سلمان عمل على تحجيم "الأسلوب المتهور سياسياً" لولي العهد؛ بسبب أهمية القدس للمسلمين.
محللون، وبعد قضية قتل الصحفي جمال خاشقجي، قالوا إن صفقة القرن هي شرط كوشنر لتبرئة بن سلمان من القضية؛ مقابل الاعتراف بـ"إسرائيل"، وجاء قرار الملك سلمان بمثابة الصدمة لولي العهد السعوي؛ حيث أفادت تقارير إعلامية سابقة أن بن سلمان ضغط على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، للموافقة على الصفقة.
وما تزا شروط خطة واشنطن للسلام غامضة تحت اسم "صفقة القرن"، ولكن وفقاً لتحليلات وتكهنات عديدة، سيطلب من اللاجئين الفلسطينيين التنازل عن حقهم في العودة إلى فلسطين التاريخية، التي هجروا منها في 1948؛ لتفسح المجال لدولة إسرائيل الجديدة.
وتسعى الإدارة الأمريكية إلى فرض حلّ سياسي يدعو إلى إقامة دولة في قطاع غزة، وحكم ذاتي محدود في الضفة الغربية، مع احتفاظ "إسرائيل" بالسيطرة على مدينة القدس.
بدورها رفضت السلطة الفلسطينية الوساطة الأمريكية منذ 2018 ديسمبر، عندما اعترف ترامب رسمياً بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل".
وما تزال القدس في قلب الصراع بالشرق الأوسط، حيث يأمل الفلسطينيون في أن تكون القدس الشرقية التي تحتلها "إسرائيل" منذ 1967- عاصمة دولة فلسطينية مستقلة في نهاية المطاف.