أثارت اللقاءات التي جمعت بين مسؤلين عرب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر “وارسو” للأمن والسلام في الشرق الأوسط، الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي في بولندا، غضب وسخط الفلسطينيين.
التطبيع العلني غير مسبوق للسعودية، والبحرين، والامارات، وعمان، مع إسرائيل “شكل سابقة تاريخية لإسرائيل”، كما قال نتنياهو، بينما اعتبره الفلسطينيون نكسة جديدة تشجع إسرائيل على قتل الفلسطينيين والاستمرار بفرض سياسية الاضطهاد والأمر الواقع على الأراضي الفلسطينية.
ووفق ما سرب عن الاجتماع من مداخلات فقد كان هناك توافق عربي إسرائيلي حول الخطر المشترك المتمثل بإيران، بينما منح العرب الشرعية لإسرائيل في ممارسة الدفاع عن نفسها. ووجه وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير انتقادات للفصائل الفلسطينية.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الدكتور مصطفى البرغوثي، في حديث مع “القدس العربي” إن المؤتمر برمته خطير على المنطقة، حيث سعى لتحقيق ثلاث أهداف رئيسية: أولها إعادة رسم الصراعات في الشرق الأوسط بحيث تخدم المصالح الإسرائيلية وعلى رأسها تحويل إسرائيل من دولة خطر على العرب الى دولة صديقة بإدعاء ان ايران هي الخطر على المنطقة.
والهدف الثاني تهميش القضية الفلسطينية حيث كان المؤتمر منصبا حول الخطر الإيراني وما يجرى في منطقة الخليج، والأمر الثالث محاولة تمرير التطبيع على حساب القضية الفلسطينية، حيث كان فريق صفقة القرن حاضرا لشطب المبادرة العربية وقلبها، بفتح الطريق للتطبيع بدون حل القضية الفلسطينية.
“لكن المقاطعة الفلسطينية أضعفت نتائج المؤتمر، والذي همش قوى دولية من روسيا إلى الصين والاتحاد الأوروبي أيضا،” كما يقول البرغوثي.
واشار إلى أن المؤتمر يدعونا إلى ضرورة التصدي لمحاولة التطبييع على حساب القبول باضطهاد الفلسطينيين واحتلال الأراضي العربية، مضيفا نحن متأكدون ان الشعوب العريبة لن تنطلي عليها مظاهر التطبيع لانهم واقفون إلى جانب قضيتهم العادلة.
وبين أن ما جرى في “واسور” يؤكد لنا أيضا على ضرورة حماية الإرادة الفلسطينية ومواجهة محاولة سلب الشعب الفلسطيني حق تمثيل نفسه، ودعوة الى الاسراع باتمام المصالحة وتقوية منظمة التحرير التي بدونها سيتآمر الكثير على سلب التمثيل الفلسيطني كما حصل.
ويتجنب المسؤولن الفلسطينيون انتقاد اللقاءات التطبيعية التي تقودها دول خلجية لاعتبارات مالية وسياسية، حيث تحاول القيادة الفلسطينية المحافظة على علاقة جيدة مع السعودية خاصة عقب تراجع الدور المصري بالمنطقة، وتدهور علاقتها مع القيادة المصرية.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، صب النشطاء غضبهم على المطبعين، ووجهوا انتقادات حادة لهم، وتناقلوا عبارات وصور متهكمة وساخرة من المطبعين، بينما اشادوا بموقف الكويت الرافض لأي عملية تطبييع قبل حل عادل للقضية الفلسطينية، بحسب "القدس العربي".