بدأ العراق مرحلة جديدة بعد إعلانه انتهاء العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش"، منذ أكثر من عام، تمثّلت في تعزيز علاقاته مع الكويت في مجالات الاقتصاد والاستثمار.
ووقّع وزير التجارة العراقي محمد العاني، مع نظيره الكويتي خالد الروضان، في العاصمة بغداد، على اتفاق أولي للتعاون الشامل في المجال الاقتصادي، وحلحلة جميع المشاكل العالقة بين الطرفين.
وعقد الوزيران الخميس (21|2) جولة من المباحثات لوضع الأسس الخاصة بتطوير الملف الاقتصادي بين البلدين.
وقالت وزارة التجارة العراقية، في بيان: إن "العراق والكويت وقّعا محضراً للتعاون الثنائي المشترك في جميع المجالات، واتفقا على آليات للتكامل الاقتصادي وحلحلة المشاكل العالقة بين البلدين"، وفقاً لـ"الأناضول".
ويرتبط العراق مع الكويت بمنفذ سفوان، إلى جانب حدود مائية بشط العرب.
واعتبرت الوزارة أن "الاتفاق العراقي-الكويتي، خطوة أولى في الاتجاه الصحيح لتفعيل العلاقات الاقتصادية والتجارية، وتجاوز إشكاليات المرحلة السابقة".
ودعا الرئيس العراقي برهم صالح، الأربعاء، إلى ضرورة تعزيز التعاون التجاري بين العراق والكويت، وسبل تطويره لتحقيق التنمية الاقتصادية لما فيه مصلحة الشعبين.
كما وصف رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، العلاقات التي تربط العراق والكويت بأنها "استثنائية"، ويسودها التعاون وحسن النوايا، في حين أكد وزير التجارة الكويتي، خالد الروضان، دعم بلاده لاستقرار العراق وإعماره.
وأضاف أن "العراق يسير بخُطا ثابتة لتجاوز صعوبات الماضي وآثار الحروب المدمّرة، وأمامنا مهمة البناء بالتعاون مع أشقائتا وإقامة علاقات شراكة اقتصادية وتجارية لصالح شعوبنا والمنطقة عموماً".
ولا تزال جملة من المشاكل عالقة بين العراق والكويت؛ أبرزها الآبار النفطية المشتركة، وملف المفقودين الكويتيين، وملف ترسيم الحدود المائية في خور عبد الله.
وكان الفريق رشيد فليح، عضو لجنة البحث عن المفقودين الكويتيين والعراقيين، قال يوم أمس الخميس، إن بغداد "سلّمت الكويت رفات 300 أسير ممن أعدمهم النظام السابق في تسعينيات القرن الماضي".
وأضاف فليح: "إن عدد المفقودين الكويتيين في العراق هو 613 شخصاً"، مشيراً إلى أنه تم العثور على رفات 300 منهم خلال السنوات الماضية، وجرى تسليمها إلى الكويت.
واستأنفت بغداد والكويت علاقاتهما عام 2003، في أعقاب إسقاط النظام العراقي السابق على يد قوات دولية قادتها الولايات المتحدة.
وكان النظام العراقي السابق، برئاسة صدام حسين، غزا الكويت عام 1990، واعتبرها المحافظة الـ19، في حين تدخل التحالف الدولي عسكرياً بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وأنهى عملية احتلال الكويت.