أعربت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان- أوروبا، السبت، عن بالغ صدمتها من دفاع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، عن الإجراءات القمعية التي تتخذها السلطات الصينية ضد مسلمي الأويغور.
وقالت الفيدرالية العربية التي تتخذ من لندن مقراً لها، في بيان صحفي: إن "مواقف بن سلمان بشأن ما يتعرّض له مسلمو الأويغور تمثّل تبريراً مستهجناً لإجراءات غير قانونية تشمل القمع والتعسّف، وتدلل على سلوك الاضطهاد والتمييز الذي ينتج عن سياسات الأمير السعودي الشاب".
وانتقدت الفيدرالية العربية موقف بن سلمان، الذي قال خلال زيارته إلى الصين: إن بكين "لها الحق في تنفيذ أعمال مكافحة الإرهاب والتطهير من أجل أمنها القومي"، في تعليقه على ما يتعرض له مسلمو الأويغور.
واعتبرت أن "هذا الموقف يمثّل انتكاسة هائلة لدور المملكة العربية السعودية، التي تعد أكبر الدول الإسلامية باستضافتها الحرمين الشريفين، ويُفترض بها الدفاع عن حقوق المسلمين في كافة أنحاء العالم".
الفيدرالية العربية رأت أن "ولي العهد السعودي منح العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الصين أولوية على تحمّل مسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية للدفاع عما يتعرّض له مسلمو الأويغور من اضطهاد وانتهاكات ظالمة وغير مبرّرة".
وشددت على أن "مواقف ولي العهد السعودي لا يمكن أن تغطّي على سجل الصين في الاعتقالات التعسفية والتعذيب والإخفاء القسري لمسلمي الأويغور، وتعرّضهم للتعذيب وأشكال متنوعة من الاعتداءات"، مطالبة "الحكومة السعودية بالتراجع عن هذا الموقف المخالف لأبسط المعايير الدولية لحقوق الإنسان".
بدورها تزعم الصين أن مسلمي الأويغور يمارسون التطرف والإرهاب، وأطلقت "برنامج التعليم والتدريب المهني "من أجل التخلّص" ممَّا وصفته بالبيئة التي تغذي "الإرهاب والتطرف الديني".
وتحتجز الصين ما يقدَّر بنحو مليون مسلم من الأويغور في معسكرات الاعتقال، حيث يخضعون لبرامج إعادة تعليم يُزعم أنها تهدف إلى مكافحة التطرف.
والأويغور مسلمون تعود أصولهم إلى الشعوب التركية (التركستان)، ويعدون أنفسهم أقرب عرقياً وثقافياً لأمم آسيا الوسطى.
ويشكّل الأويغور نحو 45% من سكان شينغيانغ، في حين تبلغ نسبة الصينيين من عرقية الهان نحو 40%.
جدير بالذكر أن بكين تسيطر منذ 1949 على إقليم "تركستان الشرقية"، الذي يعد موطن أقلية الأويغور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم "شينغيانغ"، أي "الحدود الجديدة".
وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود 30 مليون مواطن مسلم في البلاد، 23 مليوناً منهم من "الأويغور"، في حين تؤكد تقارير أن أعداد المسلمين تناهز 100 مليون، أي نحو 9.5% من مجموع السكان.