تعهدت السعودية والإمارات، اليوم الثلاثاء، بتقديم مليار دولار من المساعدات الإنسانية لليمن في مؤتمر دولي استضافته مدينة جنيف الثلاثاء.
وعقد المؤتمر برعاية السويد وسويسرا والأمم المتحدة، ونتج عنه تعهدات بقيمة 2.01 مليار دولار من 40 دولة ومنظمة.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (وام) أن وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي أعلنت "دعم الإمارات لخطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2018 بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي".
كما قالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إن المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبدالله الربيعة أعلن "تبرع السعودية بمبلغ 500 مليون دولار، سلمت للأمم المتحدة، لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية لدعم اليمن".
وعلق مستشار الوكالة الأميركية للتنمية الدولية توماس ستال على ذلك بقوله إن الولايات المتحدة تمد "امتنانها" للسعودية وللإمارات "لإسهاماتهما الواضحة في الاستجابة المنسقة للأمم المتحدة".
وفي نفس المؤتمر أعلنت الولايات المتحدة عن حوالي 87 مليون دولار للمساعدات الإنسانية الإضافية، بينما تعهد الاتحاد الأوروبي بـ107.5 مليون يورو في التمويل الجديد للعام الجاري، وتعهدت الكويت بـ 250 مليون دولار.
ويتساءل كثير من اليمنيون، عن مصير الأموال الممنوحة خلال مؤتمرات المانحين الدولية الخاصة باليمن، مستدلين من وقائع مؤتمرات سابقة لم يلامسوا منها شئياً.
وفي وقت سابق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، المجتمع الدولي إلى تقديم قرابة 4 مليارات دولار، من أجل إيصال مساعدات إنسانية إلى 15 مليون يمني خلال العام الجاري.
وقال غوتيريش خلال افتتاح المؤتمر الدولي الرفيع المستوى للمساعدات بمكتب الأمم المتحدة في جنيف، من أجل اليمن، إن هذا ثالث مؤتمر دولي على التوالي من أجل الشعب اليمني.
وأضاف "لم نكن نريد أن نكون هنا، لكن اليمن ما زال يعاني أكبر أزمة إنسانية في العالم، مشيراً إلى أن حوالي 25 مليون مدني في اليمن، يمثلون 80 ٪ من السكان، بحاجة إلى المساعدة والحماية الإنسانية.
وتابع "في العام الماضي انخرط مليونا يمني إضافي في الأزمة الإنسانية المتواصلة، بسبب الصراعات الجارية وانهيار الاقتصاد".
ولفت الأمين العام أنه منذ بداية الحرب الأهلية في اليمن، قُتل أو جُرح عشرات الآلاف، معظمهم مدنيون، وأن العديد ماتوا بسبب الجوع أو الأمراض التي يمكن الوقاية منها، محذرا من أن 10 ملايين شخص في البلاد على حافة المجاعة.
وأردف: "وصلنا إلى مطاحن البحر الأحمر في مدينة الحديدة التي تحوي حبوبا تكفي 3.7 ملايين يمني لمدة شهر".
ويعاني اليمن منذ قرابة 4 سنوات حربا بين القوات الحكومية وجماعة "الحوثي"، الذين يسيطرون على محافظات بينها صنعاء منذ 2014.
ويدعم تحالف عسكري عربي تقوده السعودية والإمارات منذ عام 2015 القوات الحكومية اليمنية، في مواجهة الحوثيين المتهمين بتلقي دعم إيراني، وخلفت الحرب المستمرة أوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وفي ديسمبر الماضي، توصلت الحكومة اليمنية والإدارة الحوثية إلى اتفاق في مشاوراتهما بالسويد، يقضي بوقف إطلاق النار في الحديدة (غرب)، وانسحاب قوات الطرفين إلى خارج المدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
كما توصل الطرفان إلى تفاهم لتحسين الوضع في تعز (جنوب) وتبادل الأسرى، وسط اتهامات باختراق الاتفاق من الجانبين.