دعا الإعلامي الأمريكي فريد زكريا لتحويل اغتيال جمال خاشقجي إلى نقطة تحول في السعودية، مشيراً إلى قدرة الولايات المتحدة على انتهاز ذلك وممارسة الضغط من أجل مزيد من الإصلاحات في المملكة.
وتابع زكريا في مقال له على موقع "CNN"، أنه يعرف خاشقجي منذ 15 عاماً عندما زار السعودية لكتابة قصة الغلاف لمجلة "نيوزويك"، وكان الصحفي الراحل أحد الأشخاص الذين التقى بهم زكريا.
وأضاف: "كان لي برنامج تلفزيوني على CNN ودعوته للحديث عن مستقبل السعودية، كان شخصاً قارئاً ويبحث كثيراً، يمكن النظر إليه على أنه كان يبحث عن الإصلاح السعودي، وتبقى لحظة مغادرته الحياة مؤلمة بالنسبة لي، لقد حزنت على فقدان صديق".
وبعيداً عن العواطف، يقول زكريا: "علينا أن نفكر في المدى الذي يمكن أن تذهب إليه العلاقة الأمريكية السعودية في ظل هذه القضية"، مضيفاً: إن "لدى واشنطن القدرة على اختيار من سيحكم السعودية، فهي بلد يتألف من ثلاث ميزات؛ النفط والقبائل والدين، تم جمعها بطريقة معقدة، حيث تمكنت أسرة آل سعود من الحفاظ على السلطة لفترة طويلة، لأنها تمكنت من إدارة هذا النظام المعقد والتلاعب فيه بفعالية".
ويرى الصحفي الأمريكي أنه إن تمت الإطاحة بمحمد بن سلمان فسيكون "البديل الأكثر احتمالاً هو عودة العناصر التقليدية الأكثر تحفظاً للسعودية، فولي العهد السعودي قام بالعديد من الإصلاحات خلال السنوات القليلة الماضية، ومع ذلك لا بد من التذكير أيضاً أنه يعاقب المعارضين بوحشية" كما يقول زكريا.
وكثيراً ما كانت تقول النخب السعودية إن على الغرب أن يفهم أن النظام السعودي بما فيه من عيوب، هو أكثر ليبرالية وتقدمية وموالاة للغرب، على الرغم من أن هذا النظام يقمع المعارضة ويسجن المنشقين، بالمقابل هناك مجتمع محافظ هو بالمحصلة نتاج عقود من السياسات الاجتماعية المدروسة، كما يشير زكريا.
وبحسب الكاتب، فإن "الطريقة الأكثر فعالية بالنسبة لواشنطن والعالم هي الإصرار على أن يصبح قتل خاشقجي نقطة تحول، من أجل مزيد من الضغط على السعودية للمضي قدماً في عملية الإصلاح الديني والاجتماعي والاقتصادي وحتى السياسي، وإيصال رسالة واضحة مفادها أن الانفتاح التدريجي والمحدود في ظل نظام ديكتاتوري مطلق ليس كافياً، وأن على السعودية أن تتحول إلى دولة قانون وليست أهواء بيد رجل واحد".
كما يقول فريد زكريا إن ما تحتاجه السعودية هو "كبح جماح سياستها المتهورة من أجل مصلحتها الخاصة أولاً، ومن أجل مصلحة الشرق الأوسط الذي يتعرض لصراع طائفي يمكن أن يدوم لأجيال، والأهم من ذلك كله حاجة السعودية للعمل بجد أكبر من أجل معالجة ما تركته في العالم الإسلامي من تخلف وتعصب وكراهية".
وختم مقاله بالقول: "إذا تمكنت واشنطن من الضغط على الرياض لمعالجة ذلك وإقناع محمد بن سلمان بأن الطريقة الوحيدة لتخليصه من سمعته هي إظهار قدرته على تحويل بلده حقاً، فربما يمكن القول إن شيئاً جيداً خرج من القتل الوحشي لجمال"، بحسب ترجمة "الخليج أونلاين".