ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن الغرب وجّه صفعة جديدة لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان؛ وذلك عقب سحب كبرى الشركات الأمريكية استثماراتها من السعودية، وقبلها الإدانة التي وجّهها الاتحاد الأوروبي للرياض بسبب انتهاكات حقوق الإنسان ومقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وأوضح تسفي باريل، في مقال تحليلي له بالصحيفة، أن بن سلمان يواجه أوقاتاً عصيبة في كل زاوية؛ فلقد أعلنت وكالة المواهب الأمريكية "وليام موريس إنديفور" إعادة استثمار للسعودية بقيمة 400 مليون دولار، كان من شأنه أن يوسع نطاق عمل الوكالة بشكل كبير ويخلق مصدراً جديداً للدخل في المملكة بإطار سعيها لتنويع مصادر الدخل.
ويواجه بن سلمان إدانة دولية متصاعدة مؤخراً، وتكمن في كل زاوية، من خلال الصحفي السعودي خاشقجي، الذي قُتل بأكتوبر الماضي في قنصلية بلاده بإسطنبول.
وفي الأسبوع الماضي، وقعت 36 دولة بينها 28 دولة عضوة بالاتحاد الأوروبي على بيان يدين السعودية؛ بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان واعتقال نشطاء وعدم تعاون المملكة مع اللجنة الأممية للتحقيق في جريمة خاشقجي.
ليس هذا فحسب، يقول باريل إن ولي العهد السعودي، كما نشرت صحيفة "الغارديان"، يعيش صراعاً وخلافات حادّة مع والده، الملك سلمان، حيث أكدت الصحيفة أنه يخطط لخلعه.
وبيّنت "الغارديان" أن الابن تحرك خلال سفر والده لحضور القمة العربية الأوروبية في مصر، الشهر الماضي، قبل أن يتحرك فريق المستشارين المقرب من الملك ويبطل حركات ولي العهد، الذي لم يكن ضمن الوفد الرسمي الذي استقبل الملك بعد عودته، ما يعني أن العلاقة ليست مثالية.
ويواجه بن سلمان، بحسب الكاتب، غضباً شديداً من طرف الكونغرس الأمريكي، الذي يبدو أنه نصب فخاً للرئيس دونالد ترامب؛ عندما طالبه بالرد على استفساره بخصوص مسؤولية بن سلمان عن مقتل خاشقجي، ورغم انتهاء المهلة التي حددها الكونغرس، فإن ترامب تهرّب من الإجابة وتقديم الرد.
وتهرب ترامب دفع بالسيناتور الجمهوري من ولاية فلوريدا، ماريو روبيو، إلى وصف بن سلمان بأنه زعيم عصابة، بينما اعتبر السيناتور ليندسي غراهام أنه حتى لو قدم ترامب تقريره فلن يكون ذا قيمة.
ويخضع ترامب أيضاً، كما يقول الكاتب، لضغوط كبيرة بسبب سياسته المدافعة عن بن سلمان، فلقد عين مؤخراً سفيراً لواشنطن في الرياض؛ وهو الجنرال المتقاعد جون أبي زيد، من قدامى المحاربين وصاحب موهبة عسكرية بارزة، ومن المشاركين في حرب العراق، حيث سيتولى مهمة الحفاظ على العلاقات السعودية الأمريكية، وأيضاً السيطرة الفعلية على الرياض من خلال كبح يد مشتبه بها بجريمة قتل.