قال المفكر الإسلامي طارق السويدان: إن "الصراع الحقيقي هو مع الكيان الصهيوني (إسرائيل)، لكننا شغلنا عن الصراع نتيجة الظلم والاستبداد والفساد السياسي والمالي" في الأمة، مشيراً إلى أنه "لولا وجود هذا الظلم والاستبداد والفساد بالأمة لكنا قضينا عليهم".
جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر الافتتاحي الرسمي لـ"عمران"، الذي عقد في قاعة بلدية إسطنبول، بمشاركة مجموعة من المفكرين والمؤطرين، وحضور واسع لوسائل الإعلام.
و"عمران" منصة إعلامية (غير حكومية) رائدة في تأسيس وإدارة المشاريع النهضوية الشبابية، تساهم في إنشاء مجتمع نهضوي راشد، كما تعمل على قيادة الأمة نحو الريادة والتنافس العالمي، باستثمار الإرث الحضاري الديني القيمي، والاستخدام الأمثل، بحسب الموقع الرسمي للمنصة.
وأضاف السويدان: "لا بد من إعادة أمتنا الإسلامية إلى حضارتها الأساسية، وهناك فكر وهناك أدوات، والذي لا يمتلك كليهما هو كيان ضعيف".
وأوضح المفكر الإسلامي: "نحن عزمنا على النهضة بأمتنا، فالحياة طريقان؛ طريق اليأس، وطريق الكفاح والمقاومة والجهاد، ونحن قررنا السير في هذا الطريق".
وتابع: "أي أحد لديه مشروع في الأمة الإسلامية نناشده ألا يتوقف، وأن نستمر بالبناء، وعندنا الكثير من المشاريع القادرين على تنفيذها لإعادة الريادة للأمة الإسلامية، معركتنا الأصيلة والحقيقية مع الكيان الصهيوني".
ودعا السويدان إلى "دعم مشروع عمران، أو المشاركة فيه، أو الدعاء له". وشدد على ضرورة أن يكون الحديث عن نهضة الأمة "حديثاً علمياً وليس عاطفياً"، وأنه "لا تكفي الشعارات".
وأوضح أنه "يجب أن يكون عملنا ضمن أدوات التخطيط الاستراتيجي، المعادلة هي معادلة التغيير الحضاري، وهو علم أعمق من التخطيط".
وأكد أنه "لا بد من فهم الخلفية الفكرية وراء هذا العمل الجبار، والتغيير هو عملية الانتقال من الواقع إلى الرؤية المنشودة".
بدوره أضاف ياسين أقطاي، مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، أن "العمل والنشاط للشباب هي خدمة كبيرة تقدم للأمة الإسلامية، على جميع الأصعدة".
وتابع: "دين الله فيه من الواجبات الكثيرة التي لا تترك ولا تهمل، ولكن علينا أن نلتفت إلى التغيرات الجارية في العالم، وأن نعمل على التغيير في المتغيرات، والمحافظة على الثوابت في دين الله".
وشدد على أنه "لا بد أن نؤمن بأنفسنا كخادمين للأمة الإسلامية، وعلينا فهم الواقع عبر الحفاظ على الأجيال الإسلامية، لأن الأجيال تسرق من خلال العولمة، والحضارة السائدة اليوم هي تقاوم إعادة حضارتنا، وعلينا تجديد الفقه الإسلامي".
وتهدف فكرة مؤتمر عمران إلى إنشاء خطط استراتيجية تقود الأمة للتنافس العالمي، وتوجه جهود الشباب ذوي الكفاءة نحو الاستخدام الأمثل لأدوات التخطيط والمشاريع الاستراتيجية، بحسب عمران.