جددت طهران، مقترحها بتوقيع "معاهدة عدم اعتداء" مع دول الخليج، معربة عن استعدادها الدائم للحوار وإزالة سوء الفهم مع دول خليجية لم تسمها.
جاء ذلك في كلمة للسفير الإيراني لدى باريس بهرام قاسمي، أمام مجلس الشيوخ الفرنسي، قبيل انطلاق قمتين عربيتين نهاية الشهر الجاري، على خلفية تهديدات تواجه المنطقة وتوترات أمريكية إيرانية دفعت واشنطن لإرسال تعزيزات عسكرية.
ووفق ما نقلته وكالة أنباء "فارس" الإيرانية الثلاثاء، أشار قاسمي إلى "استعداد إيران الدائم للتعاطي والحوار، وإزالة سوء الفهم مع بعض دول منطقة الخليج".
وقال السفير الإيراني إن "الآخرين (لم يسمهم) هم الذين لم يلبوا لغاية الآن دعوة إيران الخيّرة لخفض التوتر والعمل لترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة".
وأضاف أن "إيران كررت على الدوام استعدادها لعقد معاهدة عدم الاعتداء مع هذه الدول (لم يحددها) من أجل بناء الثقة والمساعدة بإزالة الهواجس الناجمة عن إيحاءات التخويف من قبل الآخرين".
والأحد، كشف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في مؤتمر صحفي بالعاصمة العراقية بغداد، أن بلاده عرضت توقيع "اتفاق عدم اعتداء" مع جيرانها في الخليج، عقب تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن، دون أن يقدم تفاصيل بشأنه.
وأضاف قاسمي أن "إرساء السلام والأمن والاستقرار في المنطقة يمكنه أن يترافق مع الواقع حينما يتم الأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع دول الخليج".
ونفي نية بلاده امتلاك أسلحة نووية، مشددًا بالقول: "لا مكان إطلاقا للسلاح النووي في العقيدة الدفاعية للجمهورية الإسلامية الإيرانية".
واعتبر أن القضية "فضلا عن كونها موثقة بفتوى قائد الثورة الإسلامية، فإنه جرى إثباتها عبر الاتفاق النووي كذلك، من خلال تنفيذ إيران لتعهداتها في إطاره".
ولفت إلى أن "استخدام المعرفة النووية السلمية التي تم التأكيد عليها في الاتفاق النووي، يعد من الحقوق البديهية لإيران وقضية واضحة وشفافة تماما".
وبدأ التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ أن انسحبت واشنطن في مايو 2018 من الاتفاق النووي المبرم في 2015، وأعادت فرض عقوبات مشددة على طهران.
وتصاعد التوتر مؤخرا، بعدما أعلن البنتاغون إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن"، وطائرات قاذفة، بزعم وجود معلومات استخباراتية حول استعدادات محتملة من قبل إيران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأمريكية.
والجمعة، قال مسؤولون أمريكيون، إن الرئيس دونالد ترامب، أبلغ الكونغرس باعتزام إدارته إرسال 1500 جندي إلى الشرق الأوسط، وسط التوتر المتزايد مع إيران، وفق قناة "الحرة" الأمريكية.