وصف عبد الله العودة نجل الداعية سلمان العودة المعتقل في السجون السعودية، التهم الموجهة لوالده من قبل نيابة بلاده بأنها بغاية التفاهة وبالفضفاضة والغريبة والعامة.
وقال عبد الله -وهو باحث في جامعة جورج تاون الأمريكية- في حديث لـ"بي بي سي عربي": "أول التهم الموجهة لوالدي هي الإفساد بالأرض وتغيير نظام الحكم، لأنه في 2011 طالب بملكية دستورية، وحفظ حقوق الأقليات".
وأضاف: "تهمة غريبة أخرى هي التقصير في الدعاء لولي الأمر، هل هذه تهمة؟ وتهم فضفاضة كحيازة كتب محظورة".
وبين أن الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده كانا يطلبان النصيحة من والده فيما يتعلق بالسياسة، إضافة إلى أن الدولة احتاجته في مكافحة الإرهاب، حيث كان رأس حربة في مكافحته.
وأردف بالقول: "بعد مجيء محمد بن سلمان إلى ولاية العهد الذي أراد القضاء على الشرعية الشعبية وعنصر الثقافة الدينية، والنفس الشعبي والشوري والديمقراطي، اكتشفوا أن والدي خطر على البلد".
وأوضح أن المنظمات الدولية تؤكد أن السعودية شهدت منذ وصول بن سلمان أعلى فترة إعدامات ومطالبات بتنفيذ أحكامها.
ووصف حالة عائلته بأنهم "على كف عفريت"، حيث لا يعرفون ماذا يحصل كل جلسة له، إضافة إلى أنه محروم من العلاج والنوم لأيام طويلة داخل السجن.
يشار إلى أنّ السلطات السعودية أوقفت، في عام 2017، دعاة بارزين، وناشطين، في البلاد، أبرزهم العودة وعوض القرني وعلي العمري، وسط مطالب من شخصيات ومنظمات دولية وإسلامية بضرورة إطلاق سراحهم.
وقبل أسابيع تواترت أنباء عن اعتزام السلطات إصدار وتنفيذ أحكام بإعدام الدعاة الثلاثة، بعد انتهاء شهر رمضان الماضي بوقت قصير.
ووجهت النيابة العامة، بقيادة سعود المعجب، إلى "العودة" 37 تهمة خلال جلسة عقدتها المحكمة الجزائية المتخصّصة في العاصمة الرياض، سابقاً، بالإضافة إلى الداعية علي العمري، والداعية عوض القرني، اللذين اعتُقلا بعد أيام من اعتقال "العودة"، بتهم "الإرهاب".
ومنذ أكثر من عامين تشن السلطات السعودية حملات أمنية واسعة واعتقالات تستهدف حتى الجاليات العربية؛ منهم فلسطينيون وأردنيون وسوريون وجاليات أفريقية داخل المملكة، وبعضهم لم يعرف مكانه حتى الآن.
وهذه الاعتقالات شملت مئات من النشطاء والحقوقيين والإعلاميين والكُتاب والدعاة السعوديين، الذين حاولوا -على ما يبدو- التعبير عن رأيهم الذي يعارض ما تشهده السعودية من تغييرات، وسط مطالبات حقوقية بالكشف عن مصيرهم وتوفير العدالة لهم.