قال خالد بن محمد العطية، وزير الخارجية، إن اعتداءات إسرائيل على الفلسطينيين والتي امتدت أكثر من شهر تسببت في خسائر فادحة حيث قُتل ألفا فلسطيني وجرح أكثر من 10 آلاف منهم، وكان معظم أولئك الضحايا من المدنيين وكثير منهم من الأطفال، وهو ما يمثل أحدث فصل دموي في تاريخ مأساوي.
وأضاف العطية، في مقال نشره موقع "سي إن إن" الإلكتروني بعنوان (أبواب قطر مفتوحة للسلام في غزة)، "أنه خلال عقود طويلة من الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني لم يهتم المجتمع الدولي بشكل كامل لمعالجة التطلعات المشروعة للفلسطينيين فلا مكان أكثر من غزة أوضح صورة، فهي تعاني نقصاً مزمناً في الغذاء والماء والكهرباء، وهي مقطوعة عن العالم الخارجي بحدود مغلقة وحصار، وأن الفلسطينيين في غزة يعانون من اليأس".
وأكد أن شعب غزة بحاجة لثلاثة أشياء، أولاً: إنهم يحتاجون إلى اتفاق سلام ينهي العدائيات ويرفع الحصار الإسرائيلي القائم منذ عام 2007م، والذي حول غزة إلى "سجن في الهواء الطلق" ، ثانياً: أن الفلسطينيين في غزة بحاجة للمساعدات الإنسانية وللتمويل من أجل التنمية حتى يتمكنوا من إعادة بناء حياتهم المدمرة ومبانيهم التي طالها القصف ومجتمعاتهم الممزقة ، وأخيرا.. أن الفلسطينيين في كل مكان يحتاجون لاتفاقية شاملة يكون من شأنها إنهاء الاحتلال وإقامة دولتين لشعبين ، ما يسمح للإسرائيليين والفلسطينيين بالعيش جنباً الى جنب في سلام وأمن.
وقال العطية "إن دولة قطر لا تطالب بأن تكون لاعباً رئيساً على الساحة الدولية، لكنها ومنذ بداية منتصف التسعينات تبنت حكومتها سياسة الباب المفتوح التي تركز على بناء علاقات، والتوسط في حل النزاعات، وهو ما استفادت منه قطر وكذلك المجتمع الدولي"، مضيفا "أن سياسة الباب المفتوح هذه سمحت لدولة قطر بأن تعمل كوسيط في المحادثات، وفي التعاون والنهوض بالسلام".
واختتم بالقول "إن دولة قطر تقف مستعدة للمساعدة في تسوية الخلافات، وتعزيز احتمالات السلام، وأنها تقف على أهبة الاستعداد للقيام بدورها في تعزيز الحوار والتوصل إلى حلول للمشاكل التي تبدو مستعصية والتي تواجه شعوب الشرق الأوسط، ومن بعض هذه المشاكل أزمة غزة المستمرة منذ سنين بل منذ عقود لكن كل ذلك لا يعني أنها لا يمكن أن تُحل، إن نزيف الدم والمعاناة والموت يجب أن يتوقف".