ناقش الكاتب بوبي غوش في موقع “بلومبيرغ” أن السعودية لن تستطيع الخروج من ظل جمال خاشقجي طالما لم تحقق العدالة له وتقتص من قتله.
وقال إن السعودية لن تحصل على الدعم الدولي طالما لم تفعل هذا، وقال: “في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي وبعد أيام على اغتيال الصحافي في واشنطن بوست، جمال خاشقجي وجدت نفسي وسط غابة من الكاميرات أمام القنصلية السعودية في اسطنبول.
ووقفت على بضع خطوات من مسرح الجريمة. واندهشت من الإهتمام الدولي الذي كرس لعنصر من قبيلتي المهنية، وتساءلت كم سيطول هذا الإهتمام”، و “قلت لنفسي، بضعة أسابيع، أشهر، ولم يسمح حسي الساخر بالكثير من التفاؤل”.
وأضاف أن مقتل صحافي هو انشغال خطر. ففي العام الذي قتل فيه خاشقجي قتل 53 صحافيا، 34 منهم بسبب عمله الصحافي، ولم يهتم المجتمع الدولي وعناوين الأخبار إلا بعدد قليل منهم، مثل الصحافيين في “كابيتال غازيت” بأنابوليس حيث قتلوا على يد شخص فتح النار عليهم ورائد فارس من إذاعة “فرش” الذي اغتيل في سوريا، ولكن لمدة أيام قليلة. ولهذا توقع أن يختفي جمال خاشقجي من الذاكرة بنفس الطريقة.
واعتقد المسؤولون عن الجريمة إلى الذين أمروا بها وخططوا لها ومن قاموا بتنفيذها ومحاولة التغطية عليها أن العالم سينسى القصة وسينشغل بقصة أخرى. لكن تلك الجريمة ترفض الإختفاء و “عندما عدت إلى القنصلية في الذكرى الأولى لمقتل خاشقجي وجدت غابة أخرى من الكاميرات.
وكما وقفت هناك، استخدمت هاتفي النقال لقراءة المناسبات والتظاهرات في ذكرى رحيله .بباريس وبرلين وهيغ” و”بالنسبة للصحافيين فهذا يعد راحة، أما بالنسبة للسعوديين فهو أزمة مستمرة فجمال خاشقجي هو شبح بانكو ( من ماكبث- شكسبير) سيظل يلاحق المملكة وحاكمها الفعلي، الامير محمد بن سلمان”.
ويرى الكاتب أن قتل صحافي ألقى بظلال خارجية على الجهود التي تم القيام بها لحرف المسؤولية عنه. وكررت المقررة الأممية لشؤون القتل خارج القانون أغنيس كالامار يوم الإثنين أن محمد بن سلمان “يتحمل مسؤولية في القتل”.
وتعتقد “سي آي إيه ” أن الأمير هو الذي أمر بالقتل. وفي الأسبوع الماضي قال ولي العهد السعودي في تصريحات لبرنامج “60 دقيقة” على شبكة “سي بي أس” الأمريكية إنه يتحمل المسؤولية بواقع أن الجريمة وقعت تحت نظره لكنه نفى علاقة بها، ولكنه خرب موقفه عندما قال إنه لا يعرف ماذا يفعل كل موظف في حكومته وعددهم 3 ملايين نسمة.
ويرى الكاتب أن قضية خاشقجي مثيرة للإحباط لرجل مثل محمد بن سلمان الذي يحتاج لنظر العالم وتعاطفه. ولم يمض إلا أقل من شهر على الضربات التي تلقتها منشآت النفط في السعودية التي تحمل البصمات الإيرانية فيها. وسيكون مشروع اكتتاب شركة النفط، أرامكو محلا للفحص، وتلاحق الجريمة كل ما يريد عمله من إصلاحات اقتصادية واجتماعية.
ويؤكد الكاتب أنه لو أراد محمد بن سلمان التفكير بطريقة استبطانية ويتساءل عن السبب الذي لا يريد العالم ألا ينسى الجريمة. ولو أراد أن يختار أي تفسير فهي وقاحة الجريمة وعقم القتلة وإصرار الصحافة الأمريكية، خاصة واشنطن بوست وغضب الكونغرس، ورجب طيب أردوغان. وربما تساءل عن دعم الرئيس دونالد ترامب له وإن كان نعمة له أو لعنة.
ويختتم الكاتب مقاله بالقول إنه قد يتساءل بن سلمان في هذه المرحلة المتأخرة ويحاول تصحيح المسار من خلال تقديم المتهمين الـ11 أمام محكمة بإشراف دولي وإضافة سعود القحطاني إلى القائمة. أما الخيار الثاني فهو الانتظار والرهان على اختفاء القضية من الذاكرة، وبالنسبة لصحافي مجرب “فلست متفائلا بهذا”.