أثارت مشاركة "جاريد كوشنر"، صهر الرئيس "دونالد ترامب" وكبير مستشاريه، الأسبوع الجاري في مؤتمر مبادرة استثمار المستقبل بالرياض (دافوس في الصحراء)، قلق مراقبين حكوميين بواشنطن بشأن أخلاقيات تعامله مع الحكومة السعودية وتضارب المصالح، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".
وقالت الصحيفة إن "كوشنر"، الذي شارك في المؤتمر السعودي الأخير بعد غياب إدارة البيت الأبيض عن النسخة السابقة للمؤتمر عقب مقتل الصحفي "جمال خاشقجي"، يملك هو وزوجته "إيفانكا ترامب" حصة بمشروع تنفذه شركة تملك جزءا منها الحكومة السعودية.
ووفق بيان نشرته منظمة "مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق في واشنطن" الثلاثاء فإنها توصلت إلى أن شريكا تجاريا لمنظمة "ترامب" في إندونيسيا، وقع عقدا مع شركة إنشاءات تملكها الحكومة السعودية لبناء منتجع يحمل اسم "ترامب"، وتم التوصل للاتفاق قبل مقتل "خاشقجي" بثلاثة أسابيع.
وبحسب المنظمة، فقد ظهر المشروع في سجلات "كوشنر" المالية التي كشف عنها لأن "إيفانكا ترامب"، وهي مستشارة بارزة في البيت الأبيض ذكرته في أرصدتها.
وقال "جوردان ليبوفيتز" المتحدث باسم المنظمة: "هناك تساؤلات حول مدى تأثر تعامل كوشنر مع الحكومة السعودية، وهل سيقوم بعمل أمر يهدد مصالح عائلته المالية؟".
وأضاف: "هذا يثير أسئلة خطيرة بشأن الأمن القومي، خاصة في ظل القلق المتعلق بالتصريح الأمني لكوشنر واطلاعه على الملفات السرية للحكومة".
وأشار "ليبوفيتز" إلى أن لقاءات "كوشنر" مع المسؤولين السعوديين ليست موثقة ولا توجد وثائق مكتوبة عما يجري فيها.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن اسم السعودية ظهر في السجل المالي الذي قدمه "كوشنر" عام 2018 إلى مكتب أخلاقيات الحكومة الأمريكي، في فقرة تتعلق بالهدايا وبدلات سفر.
وأضافت أن هوامش السجل المالي لـ"كوشنر" كشفت عن أن الكيان التجاري يملك الملكية الفكرية والعلامة التجارية المسجلة في أكثر من دولتين بمن فيها السعودية، كما أشارت أيضا إلى ماركة المجوهرات المسجلة باسم "إيفانكا".
وضم القسم المخصص في السجل المالي لموارد الزوجة المالية من أرصدة ودخل وحسابات تقاعد، مشاريع "دي تي ليدو غولف مانجر"، "ليدو هوتيل مانجر" و"دي تي ليدو تكنيكال سيرفس مانجر" .
و"وليدو" هو مشروع التطوير الإندونيسي الذي تعمل عليه الشركة المدعومة من السعودية، ولا تذكر الوثائق شيئا عن نوع الدخل أو المبلغ بالتحديد.
وقال "ريتشارد بينتر"، المحامي في أخلاقيات الحكومة والذي عمل مع إدارة "جورج دبليو بوش"، إن ظهور اسم السعودية في سجل "كوشنر" المالي يثير عددا من المحاذير.
وتابع "بينتر": "الأول بند المكافآت لو ظهر أن ترامب يحصل على موارد مالية من نشاطات منظمته التجارية، الثاني انتهاك بند تضارب المصالح والذي لا ينطبق على الرئيس ولكن على كوشنر وزوجته، الثالث، مسؤول حكومي بارز يدير أعمالا مع حكومة ديكتاتورية".
وقال إنه يشعر بالقلق أكثر من كشف "كوشنر" في سجله المالي "فالسجل المالي يخبرك عن المشاريع التجارية التي يديرها".
وعقب: "السؤال هو ماذا كان يفعل من أجل الحكومة الأمريكية وهو هناك؟"، أي في السعودية.