أشار بحث جديد قام به علماء من الكلية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة، إلى أن الأطفال الذين يولدون طبيعيا يكونون أقل عرضة للإصابة بالحساسية مقارنة بأولئك الذين يولدون عبر ولادة قيصرية.
ووفقا للخبر الذي نشرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية وترجمته "عربي21"، فقد نظر الباحثون في السجلات الطبية لـ158.422 طفلا راجعوا مستشفى الأطفال في فيلادلفيا خلال العقدين الماضيين.
وأشارت المجلة إلى أن بعض هؤلاء الأطفال لا يعانون من الحساسية، والبعض الآخر كانوا يعانون من الأكزيما أو الحساسية الغذائية أو الربو أو التهاب الأنف التحسسي أو مزيج من الأربعة.
ووجد الباحثون أن الأطفال الذين ولدوا ولادة طبيعية كانوا أقل عرضة للإصابة بالحساسية من الذين ولدوا ولادة قيصرية، كما أظهرت البيانات أن الأطفال الذين كانوا يرضعون رضاعة طبيعية حصرية كاملة أو جزئية كانوا أيضا أقل عرضة للإصابة بالحساسية.
وذكرت المجلة أنه تم تقديم الدراسة كملخص في الاجتماع العلمي السنوي للكلية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة في هيوستن، لكن لم يتم نشرها في مجلة علمية ليراجعها النظراء.
ولفتت إلى أنه يُعتقد أن الولادة الطبيعية تنقل بكتيريا جيدة إلى الأطفال، ما يعزز بدوره نظام المناعة لديهم، بينما يُعتقد أن الأطفال الذين يولدون عبر عملية قيصرية قد "يخسرون" هذه البكتيريا، ما يزيد من خطر الإصابة بالحساسية.
وقال "ديفيد هيل"، أحد المشاركين في البحث لمجلة "نيوزويك": "كانت هناك دراسات سابقة اقترحت وجود روابط بين العوامل البيئية ونتائج الحساسية، ويُعتقد أن بعض هذه العوامل تؤثر على تركيبة البكتيريا، التي تعيش في انسجام على جلدنا وفي الجهاز الهضمي. وضع الولادة وممارسات التغذية مثالان لهذه العوامل البيئية".
وأوضح "أنه في حين أن الاختيار بين الولادة الطبيعية أو الولادة القيصرية ليس خيارا متاحا دائما، فإن الرضاعة الطبيعية "حتى لو بكميات صغيرة" يمكن أن تحمي الأطفال من الحساسية".
وأضاف: "هذه النتيجة كانت مفاجأة غير متوقعة، وتدعم خيار التغذية المكملة عندما لا تكون الرضاعة الطبيعية الكاملة والحصرية ممكنة".
ومع ذلك، أكد "هيل" على أن "الدراسات الاستعادية "بأثر رجعي" مثل هذه الدراسة غير قادرة على إثبات العلاقة السببية، يمكننا ببساطة قياس الارتباط، لإثبات الآثار الوقائية لهذه العوامل البيئية، لكن سيكون هناك حاجة إلى دراسات مستقبلية".
وعندما طُلب منه تقديم النصح إلى الأمهات الحوامل اللائي قد يشعرن بالقلق من النتائج، قال: "لا يمكن التحكم في كل العوامل البيئية التي يتعرض لها أطفالنا، فهناك أيضا عوامل أخرى "الوراثة، على سبيل المثال" يمكن أن تؤثر على الحساسية؛ لذلك يجب أن تعمل العائلات مع أطباء الأطفال على تطوير خطة فردية تكون واقعية ويمكن التحكم فيها".