تواجه دول الخليج مهددات إستراتيجية متصاعدة بتوقيت واحد قد تعرض دول مجلس التعاون الخليجي إلى تهديد وجودي وسط استمرار خطر داعش وتهديدات الحوثيين وتفاقم الخلافات الخليجية الداخلية بعد انحسار الآمال بتفكيك هذه الخلافات لمواجهة التحديات الخارجية التي تحدق بالمنطقة برمتها.
أثار تمدد داعش في سوريا والعراق ولبنان التخوف من إمكانية تمددها نحو الحدود السعودية والكويتية، خاصة بعد الغارات الأمريكية التي استهدفت التنظيم في العراق، وأطلق الفريق ضاحي خلفان نائب رئيس شرطة دبي تحذيرا الاثنين (18|8) عن إمكانية تعرض السعودية إلى خطر هجوم من تنظيم داعش، معتبرا أن ال72 القادمة هي الأكثر خطورة على دول الخليج.
وكان العاهل السعودي حذر مؤخرا من التلكؤ بمواجهة "الإرهاب" داعيا المجتمع الدولي للتعاون لمواجهة هذه التنظيمات التي بات خطرها يخترق الحدود.
وفي اليمن يواصل المتمردون الحوثيون حشد عناصرهم على مشارف العاصمة صنعاء بغية "إسقاطها عسكريا"، وعقد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، اجتماعا طارئا مع قادة القوى السياسية في البلاد، وصف بأنه (اجتماع حرب) لمواجهة الزحف الحوثي المسلح نحو العاصمة صنعاء.
وجاء الاجتماع الرئاسي الذي ضم أبرز القادة السياسيين وقادة الأحزاب والمستشارين السياسيين بعد تدشين جماعة الحوثي لعملية التصعيد الثوري والعسكري ضد الدولة. وهدد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي الحكومة باللجوء الى خيارات أخرى لم يحددها ولكنها فهمت سياسيا بأنها (الحرب)، في حال لم تستجب الدولة لمطالبه.
وفي غضون ذلك وجّه سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية بشأن اليمن رسالة مشتركة شديدة اللهجة الى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، عبروا فيها عن استيائهم من مضمون الخطاب الأخير للحوثي وعن قلقهم من التحرك المريب للمسلحين الحوثيين باتجاه العاصمة صنعاء.
وقالوا في رسالتهم التي وجهوها إلى زعيم المتمردين الحوثيين «نشعر ببالغ القلق من تصريحاتكم الأخيرة حيث وجدناها مناهضة ومهينة وتنم عن لهجة حادة تجاه عملية الانتقال هذه، وتمس أيضا من هيبة الحكومة اليمنية المشكلة شرعيا».
وأضافوا «ان هذا النوع من التهديدات التي وجهتموها ضد الحكومة ليست الوسيلة لإثبات صحة ادعاءاتكم.. ولهذا فنحن ندعوكم لاحترام القانون وحفظ النظام ولن يُقبل أي أفعال تهدف إلى التحريض أو إثارة الاضطرابات والعنف، وسوف يتم إدانتها بشدة من قبل المجتمع الدولي». و الدول الخليجية باستثناء قطر ممثلة في هذه الدول العشر التي رعت المبادرة الخليجية.
و على صعيد الأزمة الخليجية القطرية، ادعى مصدر خليجي لصحيفة الشرق الأوسط بأن قطر لم تلتزم باتفاق الرياض. وبحسب المصدر الخليجي الذي وصفته الصحيفة ب"الكبير" ، "فإن المسؤولين القطريين أكدوا خلال اجتماعات اللجنة أنهم نفذوا كل المطلوب منهم، بالمقابل، وفقا للمسوؤل الخليجي، فإن الدول الخليجية الثلاث، السعودية والإمارات والبحرين، طلبت بدلائل وأفعالا تؤكد الأقوال القطرية، وهو ما حدا بالمسؤوليين القطريين إلى الغضب ورفض التوقيع على التقرير، على الرغم من توقيع الدول الخمس الأخرى عليه".
ويرى متابعون للشأن الخليجي، ان استمرار الخلافات الداخلية ستؤثر على وحدة الموقف الخليجي المطلوب في هذه المرحلة أكثر من أي وقت مضى لمواجهة التحديات الأمنية والعسكرية التي باتت تحدق بالدول الخليجية.