آثار تعميم متداول وضِع على بوابة أحد المساجد في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بفرض رسوم مالية على مرتادي المسجد سخرية واسعة لدى نشطاء مواقع التواصل.
وفي الصور المتداولة للتعميم الذي، برر المشرف الحوثي على المسجد قرار فرض تلك الرسوم المالية على المصلين بزعم "سداد فاتورة الكهرباء المستحقة لشركة تجارية تنشط في بيع الطاقة".
وبحسب التعميم الذي علق على بوابة المسجد، يتوجب على المصلين تسديد مبلغ 100 ريال يمني عن كل مصل في صلاة الفجر، و50 ريالاً لصلاتي المغرب والعشاء و50 ريالاً لصلاة الجمعة، و100 ريال لصلاة التراويح (في رمضان).
وأضاف: "يمكن دفع اشتراك شهري بملغ 4000 آلاف ريال، تشمل أيام الأعياد والجمعة ورسوم الماء واستخدام دورات المياه، كما تضمن العرض الحوثي للمشتركين "ميزة صلاة الميت مجاناً إن كان المتوفي من أسرته".
التعميم أثار انتقادات وسخرية واسعة لدى رواد مواقع التواصل، الذين وصفوا التعميم بسابقة لم يعرفها اليمنون في تاريخيهم، رابطين تزامنها بتصريحات مسؤول حوثي قبل أيام حول تقنين الإنترنت والذي آثار هو الأخر سخرية واسعة لدى مواقع التواصل.
وعلق وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني على الأمر، معتبراً أنها "واحدة من صور الجباية التي يمارسها مشرفو الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران بحق المواطنين في مناطق سيطرتها والتي لم تسلم منها حتى بيوت الله".
وأكد الإرياني في تغريدات على صفحته بموقع "تويتر" ليل السبت أن "فرض الحوثيين رسوما على رواد المسجد لكل فرض من الفروض الخمسة، سابقة لم تحدث عبر كل مراحل التاريخ".
كما أشار إلى أن "هذه الممارسات الإجرامية التي وصلت حدا غير مسبوق من الاستهتار والاستخفاف بمعاناة الناس وتعُّمد إذلالهم وإهانتهم، تؤكد أن سقوط هذه الميليشيا بات أقرب مما يتصور الجميع، وأن الهمّ الأكبر لقياداتها الآن هو مراكمة الأموال والأرصدة قبل السقوط الحتمي والوشيك"، بحسب تعبيره.
إلى ذلك، كرر الوزير اليمني دعوته لسكان صنعاء وكافة مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية إلى "اللحاق بركب الانتفاضات العربية في وجه المليشيات الإيرانية والتحرك لاسترداد كرامتهم والإطاحة بهذه العصابة الإجرامية التي تجاوزت بممارساتها كل الخطوط الحمراء وباتت أوهن من بيت العنكبوت".
من جهته، قال الكاتب اليمني سام الغباري" ليست أول مرة يفرض فيها الهاشميون مبالغ مالية على الصلاة، لقد فعل ذلك جدّهم المُلقب ب "المتوكل" سنة 1085 هجرية بفرضه رسومًا على من صلى أو من لم يُصلي".
وقال الصحفي خالد العلواني "إذا صحت حكاية فرض الحوثي رسوم على الصلاة في المساجد، فهي مقدمة لفتح حسينيات مجانية، لضمان مزيد من التجريف للهوية اليمنية".
وقال الصحفي توفيق السامعي" فرض رسوم الصلاة على المواطنين من قبل الحوثي نهج إمامي قديم؛ فقد فرض هذه الرسوم من قبل الإمامان المهدي الأول والثاني الأب محمد بن الحسين والإبن أحمد بن محمد بن الحسين في القرن الحادي عشر الهجري، فرضاها على إب وتعز فقط ضمن فروض كثيرة، ولذلك نقول الإمامة تدمير لليمن والبشرية.