خلصت دراسة طبية حديثة إلى أن درجة الحرارة الطبيعية لجسم الإنسان لم تعد 37 درجة مئوية، بل انخفضت على مدى القرن ونصف الماضيين لتصبح حوالي 36.3 درجة مئوية، ما قد يستدعي إعادة النظر بالكثير من الحسابات الطبية.
وقبل حوالي 150 عاما، حلل طبيب ألماني مليون قياس لدرجة حرارة تعود لحوالي 25 ألف مريض، وخلص إلى أن درجة حرارة جسم الإنسان الطبيعية هي 37 درجة مئوية.
تم التعامل مع الأمر كمعيار قياسي، ونـُشره في عدد كبير من الدوريات الطبية، وساعد أجيالا لمعرفة مدى شدة الأمراض التي تصيبهم أو تصيب أقاربهم.
لكن أكثر من 20 دراسة حديثة استنجت جميعها أن هذا الرقم (37) مرتفع جدا. ودفعت نتائج تلك الدراسات إلى الظن بأن التحليلات المنشورة عام 1869 كانت غير دقيقة.
إلا أن دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة ستانفورد الأميركية، وجدت أن الرقم الذي تم التوصل إليه قبل 150 عاما "كان صحيحا في وقتها"، لكنه لم يعد دقيقا، نظرا للتغييرات التي طرأت على جسم الإنسان.
"لا أعتقد أنهم كانوا مخطئين؛ أعتقد أن الحرارة هي التي انخفضت"، تقول جولي بارسونيت، البروفيسورة في كلية الطب في جامعة ستانفورد والمشرفة على الدراسة.
وبحسب الباحثين، فإن حرارة جسم الإنسان الطبيعية في الوقت الراهن أصبحت 36.3 درجة مئوية.
وقد قام فريق البحث في كلية الطب في ستانفورد بتحليل بيانات تعود لأكثر من 189 ألف شخص، فيها أكثر من 677 ألف قياس في ثلاث مراحل مختلفة، تم رصدها بين 1862 و2017، وذلك في محاولة لكشف التغير الذي طرأ على حرارة جسم الإنسان خلال تلك المدة.
ووجد الباحثون أن السجلات عكست تناقصا متواصلا في درجات الحرارة، كلما كانت الفحوصات التي تمت دراستها أحدث.
وتقول البروفيسورة بارسونيت، إن "أمرين أدهشاني (..) مقدار التغير والحرارة استمرا بالتناقص بنفس المعدل".
ووجد فريق البحث أن كل عقد من الزمن يشهد تناقصا في درجة حرارة جسد الإنسان بمقدار يقارب 0.03 درجة مئوية للرجال، و0.029 درجة مئوية للنساء.
وبحسب المشرفة على الدراسة، فإن عوامل عدة لها علاقة بمتوسط طول الإنسان ووزنه والظروف المحيطة، بالإضافة إلى الأمراض التي كان يصعب علاجها سابقا وباتت أمرا بسيطا اليوم، جميعها أثرت في ذلك التناقص الذي طرأ على درجة حرارته.