05:48 . الاحتلال يحذر الإسرائيليين في الإمارات عقب مقتل الحاخام "تسفي كوغان"... المزيد |
12:42 . تقرير: أبوظبي تخفي 25 معتقلا قسريا رغم انتهاء محكومياتهم وتمنع التواصل مع ذويهم... المزيد |
11:45 . الإمارات ترحب باعتماد الأمم المتحدة قراراً يمنع الجرائم ضد الإنسانية... المزيد |
11:34 . العثور على جثة الحاخام الإسرائيلي المختفي في دبي... المزيد |
11:33 . كيف تفاعل رواد التواصل مع حادثة اختفاء حاخام في دبي؟... المزيد |
11:32 . مقتل شخص بمحيط سفارة الاحتلال الإسرائيلي بعمّان بعد عملية إطلاق نار... المزيد |
11:14 . برشلونة يفرط في التقدم وينقاد للتعادل مع سيلتا فيغو بالدوري الإسباني... المزيد |
11:05 . جيش الاحتلال الإسرائيلي ينذر بإخلاء خمس قرى جنوب لبنان تمهيداً لقصفها... المزيد |
10:58 . سلاح الجو الأمريكي يرصد مسيرات مجهولة فوق ثلاث قواعد جوية في بريطانيا... المزيد |
10:50 . قمة كوب29 تتوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لتمويل المناخ... المزيد |
01:45 . توتنهام يسحق السيتي على ملعب الاتحاد وفوز أرسنال وتشيلسي في الدوري الإنجليزي... المزيد |
01:29 . الإمارات تؤكد اختفاء الحاخام اليهودي دون ذكر جنسيته الإسرائيلية... المزيد |
01:16 . موقع أمريكي: ترامب صُدم لوجود أسرى إسرائيليين على قيد الحياة... المزيد |
01:04 . الشارقة يظفر ببطولة الأندية الآسيوية الأبطال لكرة اليد... المزيد |
12:57 . تحقيق إسرائيلي يُرجح مقتل الحاخام اليهودي على يد خلية إيرانية في دبي... المزيد |
12:33 . دوري أدنوك.. الجزيرة يسحق عجمان ودبا الحصن يحقق فوزه الأول... المزيد |
نشهد بصورة مستمرة منذ صغرنا حالات لآباءً لا يجدون حرجًا في ضرب الأولاد على سبيل التربية وتعديل السلوك، والآن بعد انتشار العديد من وسائل التوعية بحقوق الطفل؛ إلا أن هناك من ما يزال مصممًا على كون الآباء أحرارًا تمامًا فيما يخص طريقة عقابهم لأطفالهم.
والآن وبعد أن زاد وعي خطر الضرب، ما تزال هناك نسبة كبيرة من الناس ترى أنه لا بأس في ذلك، وطالما طريقة العقاب لن تضر الطفل على المدى الطويل -كأن تسبب له عاهة- فبإمكانهم تجربتها.
بعيدًا عن رصد اللجنة الدولية لحقوق الطفل آثار العنف الأسري المدمرة التي قد تؤدي إلى مشاكل في النمو واضطرابات معرفية ورغبة في الانتحار؛ فإننا حتى الآن في مصر والوطن العربي لا نستطيع وضع أرقام حقيقية لعدد الأطفال الذين يعانون من العنف الأسري.
بين الحزم والاعتداء
إذن كيف نفرق بين التربية التي تؤدي إلى الانضباط وبين الطريقة التي تضر بصحة الطفل النفسية؟
مهما كان عمر الطفل يجب أن يكون هناك قواعد ثابتة لجميع من في المنزل، يلتزم بها الآباء قبل أبنائهم، يتحملون نتائجها وإلا لن يتحمل أطفالهم ذلك بدورهم.
إن الأطفال الصغار في تلك المرحلة فضوليين بطبيعتهم، لذلك سيكون من الأفضل لو تخلصنا من الإغراءات التي تجعله يرغب في تفكيكها أو كسرها مثل أدوات التجميل، والمجوهرات والأدوية والإلكترونيات
تقول الدكتورة "مريم رفعت" وهي طبيب نفسي أطفال، وعضو الجمعية المصرية للعلاج المعرفي السلوكي في حديثها لموقع "نون بوست": "لمعرفة أنسب طريقة لتربية الأولاد يجب أن نعرف سمات المرحلة العمرية؛ فمثلًا مرحلة المهد أي منذ سن الثلاث سنوات يتميز الطفل فيها بالخيال الواسع؛ لذلك عندما يبدأ في قص حكاياته لا يجب عليّ اتهامه بالكذب، أيضًا في تلك المرحلة سوف يرى أن كل الأشياء ملكه، لذلك قد يأخذ بعض الأطفال أشياء ليست لهم؛ لهذا سيكون من ظلما اتهامه بأن ما يفعله سرقة".
إن الأطفال الصغار في تلك المرحلة فضوليين بطبيعتهم، لذلك سيكون من الأفضل لو تخلصنا من الإغراءات التي تجعله يرغب في تفكيكها أو كسرها مثل أدوات التجميل، والمجوهرات والأدوية والإلكترونيات، وتوجيه انتباه أطفالنا إلى نشاط آخر مناسب له.
في تلك المرحلة -مرحلة الثلاث سنوات- مهما كان العقاب لن يستطيع عقل الطفل عمل صلة بين سلوكهم والعقاب الذي يتعرضون له؛ فقط سوف يشعرون بالأذى النفسي، إنهم يتعلمون من خلال مشاهدة البالغين وخاصة آبائهم، أن سلوك الآباء هو النموذج المثالي بالنسبة لهم.
متى يعي الأطفال عواقب أفعالهم؟
في مرحلة الست سنوات تقريبًا يبدأ الأطفال في فهم العلاقة بين أفعالهم وعواقبها، لذلك من المهم إبقاء قواعد التربية واضحة، مثل أنه ليس من المسموح التلوين فوق الحوائط، ولماذا هذا ليس مسموحًا؟.. وما العقاب المترتب على هذا السلوك.. هل سيحرم من التلوين لبقية اليوم أم سيشارك في التنظيف؟
يكون في بعض الأحيان من السهل على الوالدين التغاضي عن العقاب، ولكن هذا يشكل سابقة سيئة تهدد سلطتهم، وتجعل الطفل يغامر بتخطي حدوده؛ لذلك على الوالدين أن يقررا معًا سبل العقاب المناسبة، وأي الأشياء يمكنهما التغاضي عنها.
هل يتضمن هذا العقاب الضرب؟.. لا.. إن تعرض الطفل للضرب يجعله يظن أنه لا بأس بأن يضرب الآخرين عندما يكون غاضبًا، وبدلًا من أن يغير سلوكهم، فإن الضرب يجعلهم يخافون والديهم.
أفضل وأسوأ طريقة لمعالجة سلوك الطفل
من المهم أن تخبر الأطفال ما هو الشيء الصحيح الذي يجب عليهم القيام به، وليس فقط أن تخبرهم ما الخطأ الذي يفعلونه، على سبيل المثال بدلًا من أن تقول "لا تقفز فوق الأريكة"، جرب أن تقول "رجاءً اجلس وضع قدميك أرضًا".
تأكد من إعطاء أوامر واضحة ومباشرة. بدلًا من: هل يمكنك ارتداء حذائك من فضلك؟ قل:ارتدِ حذائك من فضلك.
هذا لا يترك مجالًا للارتباك ولا يعني أن اتباع التوجيهات يعد اختيارًا.
تقول الدكتورة "مريم رفعت": "إن أفضل طريقة لتربية طفلي هي تجنب استخدام خبرتي الشخصية وما نشأت عليه، ومحاولة القراءة عن الأطفال، وسمات كل مرحلة عمرية، ومحاولة التعلم أكثر فأكثر عن التربية السليمة ونفسية الأطفال. وبالتأكيد التعامل بهدوء دائمًا؛ ففي كثير من الأحيان التعامل بهدوء يقوِّم السلوكيات، فمثلًا إذا تعاملنا مع عصبية الطفل بهدوء هذا سوف يؤدى إلى تقوية سلوكه، بالتالي سوف يصلحه.
وتضيف رفعت لـ "نون بوست": "إن الطفل ما هو إلا انعكاس للأب والأم، وكل تصرفاته يفعلها مقلدًا ما يراه أمامه، فعندما تأتي لي أحد الأمهات لتخبرني أن ابنها يكذب أو عصبي أسألها (من في منزلكم يكذب أو عصبي؟)..".
وتشدد الطبيبة النفسية على أن "أهم شيء الوصول إلى نوع من التفاهم مع طفلي بحيث لا أضعه في إطار معين، مثل وصمه بكونه غبي أو تافه أو قبيح، لأنه سوف يعلق في هذا الإطار، ولن يخرج عنه، كذلك الضرب والتخويف؛ إن الطفل يتذكر الألم، فعند حرقه أو صفعه سوف ينسى سلوكه ويفكر فقط في الألم الذي حدث له، ويبدأ بعدها في تطوير نوع من أنواع الانتقام؛ كأن يكرر أفعاله مع أحد أضعف منه، أو يبدأ في الانتقام من والديه في شخصه عن طريق العند والعصبية والامتناع عن الطعام أو التبول اللاإرادي".
لا تنس المكافأة
وبينما تصبح واضحًا فيما يتعلق بالسلوكيات التي سوف تعاقب الطفل عليها لا تنس المكافأة على السلوكيات الجيدة، فلا تقلل من التأثير الإيجابي الذي يحدثه مدحك في الطفل؛ إن الانضباط لا يتعلق بالعقاب فحسب؛ بل بالاعتراف بالسلوك الجيد أيضًا؛ على سبيل المثال؛ بإمكاننا مديح أطفالنا عند عمل سلوك جيد مع توضيح ذلك السلوك كأن نقول: (أنا فخور بك لأن تقاسمت ألعابك مع أصدقائك)، لا أن نكتفي بقول: (هذا تصرف جيد، أو أنت فتى جيد)؛ فكلما ولينا اهتمامًا بسلوك معين زادت احتمالية استمرار هذا السلوك.
في هذا الصدد، تقول رانيا قاسم، استشاري الطب النفسي، وعلاج الإدمان، ومدرس بجامعة عين شمس، إنّ "الطفل منذ صغره يحتاج إلى الشعور بالأمان والتقبل من خلال والديه كي يتقبل نفسه في الحياة بدوره؛ لذلك فإن الضرب لا يصنف كوسيلة تربوية من الأساس، ويعتبر اعتداء جسدي، كذلك الشتيمة؛ فهي اعتداء لفظي؛ مثل وصف الطفل بصفات سيئة كفاشل".
وترى أن "من الوسائل التربية وسيلة (التحفيز الإيجابي)، وهي مكافأة الطفل على السلوك الجيد، والحزم ووضع قواعد متفق عليها للعقاب على السلوك السيئ. يجب أن يكون العقاب مناسبًا للموقف، وأن يكون منطقيًّا مثل الحرمان من مشاهدة التلفاز لمدة ساعة مع توضيح السبب، كذلك من وسائل العقاب (العزل الإيجابي) أو المنع Positive time out، مع التأكيد على أن هذا العقاب من أجل السلوك وليس للطفل نفسه."
وتشير قاسم في حديثها لنون بوست، إلى أن "استخدام العنف ينشئ الطفل جبانًا، كما أنه ليس طريقة فعالة؛ فهو يزيد من احتمالية إصابة الطفل بالقلق والاكتئاب وسلوكيات تراجعية مثل سلس البول والتلعثم في الكلام. الأهالي يحتاجون إلى دورات في تربية الأبناء تساعدهم بالتنسيق مع المدارس والمنظمات، كذلك من المهم في مرحلة الطفولة توظيف طاقة الطفل في رياضة أو هواية يحبها".
من الطبيعي أن يرغب الآباء في إنقاذ أطفالهم من الأخطاء، جعلهم الأفضل دائمًا؛ لكن مع مرور الوقت ودخولهم في مرحلة المراهقة ربما لن يكون سحب الهاتف المحمول أو فصل الإنترنت لساعتين عقابًا كافيًا لهم؛ لذلك في بعض الأحيان قد يكون مناسبًا تركهم يتعلمون من العواقب الطبيعية لتصرفاتهم. قد يكون السماح لهم بالفشل أحيانًا طريقًا للتعلم، وعدم ارتكاب الخطأ نفسه مرة أخرى.