في سابقة، أصدرت محكمة تابعة للمتمردين الحوثيين في صنعاء حكما بإعدام أربعة صحافيين بتهمة "الخيانة والتخابر مع دول أجنبية". الصحفيون محتجزون منذ سنوات لدى الجماعة، التي تخوض حربا ضد الحكومة المعترف بها دوليا.
تقول منظمة العفو الدولية إن المتمردين الحوثيين يحتجزون حاليا عشرة صحفيين منذ 2015، وتتم "محاكمتهم بتهم تجسس ملفقة".
قال توفيق الحميدي، رئيس منظمة سام للحقوق والحريات (يمنية أهلية مقرها جنيف)، إن المحكمة الجزائية التابعة لجماعة أنصار الله الحوثية في صنعاء، أصدرت حكما قضى بإعدام أربعة صحفيين مختطفين لديها منذ خمس سنوات.
وقال الحميدي في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية: "صدر الحكم بحق 10 صحفيين، قضي بإعدام أربعة منهم وإدانة الآخرين مع الاكتفاء باستمرار حبسهم". مشيراً إلى أن هذا الحكم "يشكل تطورا خطيرا جدا ضد الصحافة والصحفيين في اليمن، كما يعد الأول في تاريخ اليمن السياسي والحديث، حيث يعد استكمالا لسياسة الجماعة في إسكات كل معارض". واعتبر الحميدي أن هذا "ينذر بكارثة خطيرة على مستوى الحقوق والحريات العامة في اليمن ويفتح الباب واسعاً لانتهاكات قادمة".
ولفت الحميدي إلى أن الحكم الذي أصدرته المحكمة التابعة للحوثيين "حكم منعدم قانونا، كونه صادرا عن محكمة فقدت صفتها القضائية بموجب قرار صادر عن مجلس القضاء الأعلى، التابع للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، فضلا عن الإخلال بمبادئ المحاكمة العادلة".
من جانبها، أدانت الحكومة اليمنية حكم الإعدام على الصحافيين الأربعة وهم: عبد الخالق عمران وأكرم الوليدي وحارث حميد وتوفيق المنصوري. كما أكد وزير الإعلام اليمني في الحكومة المعترف بها دوليا معمر الإرياني في تغريدة على تويتر أن المحاكمة كانت "شكلية لم تتوفر فيها شروط العدالة والنزاهة".
وتقول منظمة العفو الدولية إن المتمردين الحوثيين يحتجزون حاليا عشرة صحفيين منذ 2015، وتتم "محاكمتهم بتهم تجسس ملفقة بسبب ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير".
وكانت المنظمة قالت في تقرير الشهر الماضي إن المتمردين الحوثيين يستخدمون النظام القضائي "لقمع حرية التعبير وتكوين الجمعيات أو الانضمام إليها وحرية الدين بإصدارهم أحكاما قاسية تشمل عقوبة الإعدام عقب محاكمات بالغة الجور".
وبحسب المنظمة فإن "الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين، وأتباع الأقليات الدينية هم من جملة الذين قدموا لمحاكمات جائرة بتهم باطلة أو ملفقة أمام هذه المحكمة".
وسبق وأن أصدر الحوثيون حكما بإعدام عدد من المناهضين لهم، بتهمة التجسس لصالح "العدو"، في إشارة إلى دول التحالف الداعمة للحكومة الشرعية.
ويشهد اليمن نزاعا مسلّحا على السلطة منذ 2014 حين سيطر المتمردون الحوثيون على صنعاء وانطلقوا نحو مناطق أخرى، قبل أن يتصاعد مع تدخل السعودية على رأس التحالف دعما للحكومة لوقف زحف الحوثيين المدعومين من إيران.