أحدث الأخبار
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد
  • 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد
  • 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد
  • 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد
  • 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد
  • 01:54 . السعودية تُصعّد إعلامياً ضد المجلس الانتقالي.. رسالة غير مباشرة إلى الإمارات؟... المزيد
  • 01:50 . عراقجي يعتزم زيارة بيروت بعد امتناع وزير خارجية لبنان عن زيارة طهران... المزيد
  • 01:47 . دبي.. السكان يشتكون من تأجير المواقف وفرض غرامات "غير قانونية"... المزيد
  • 08:26 . سياسي فرنسي يتهم أبوظبي باستهداف حزبه الرافض لمحاربة الإسلاميين... المزيد
  • 02:35 . ترامب يعلن احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا... المزيد
  • 11:52 . الرئيس السوري يتقبل أوراق اعتماد سفير أبوظبي لدى دمشق... المزيد
  • 11:34 . الإمارات تدين بشدة مداهمة الاحتلال مقر "الأونروا" في القدس... المزيد

الفساد لا يفسد لنتنياهو قضية في إسرائيل

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 27-04-2020

في نهاية المطاف، وبعد أزمة طويلة، أمكن لأجنحة النظام الإسرائيلي أن تتوصّل إلى «التوافق» على صيغة حكومية معبّرة عن روح هذا النظام، بمعزلٍ عن تعدّد الوجوه والآراء. وما تعنيه «روح النظام» أن ما يجمع أطراف مؤسسة الحكم، والبعض يقول «عصابة الحكم»، هو التضامن حول الأسس التي قام عليها الكيان، ويمكن إجمالها في: أولاً، سرقة و»شرعنة» سرقة أرض فلسطين. ثانياً: يهودية الدولة و»شرعنة» العنصرية. ثالثاً: تصفية قضية الشعب الفلسطيني و»شرعنة» سلبه حقوقه، بالاستناد إلى الولايات المتحدة بكل ما تمثّله من ثقل دولي.
ارتكز الائتلاف الحكومي الأخير إلى لقاء غير مستهجن بين العقيدة العسكرية، ممثّلة بالجنرال بيني غانتس، والعقيدة الليكودية، ممثّلة ببنيامين نتنياهو. لقاء يبدو الآن طبيعياً ومنطقيّاً وإنْ كان المستهجن أن الاتفاق تأخر، وما كان له أن يتأخر طالما أن الرجلين أو الطرفين متوافقان على ما يجمعهما (الحفاظ على روح النظام)، وهو ما لم يرد في أي نص مكتوب، ولا في الخطاب العلني.
وقد تبيّن في السياق أن لا فارق في العمق بين جمهورهما، ولا بين أهدافهما، فكلّ ما في الأمر أن مكوث نتنياهو طويلاً في السلطة وإيثاره حماية منصبه بالعمل مع أحزاب على يمين يمينه أدّيا إلى نشوء مجموعة كبيرة من المتضرّرين المختلفين معه على المصالح وليس على السياسات (باستثناء القائمة العربية المشتركة). إذاً، يمكن تذويب الخلافات بتوزيع المصالح. اجتذب نتنياهو خصمه ففرّط التحالف المناوئ له (أزرق - أبيض)، وكان ينقصه صوتان فجلب له غانتس ستة عشر، ونال لقاءها ثماني عشرة حقيبة وزارية هي نصف الحكومة.
بالطبع هناك ناخبون لا يحبّذون زعيم الليكود، وقد بنى خصمه الجنرال شعبيته على سيرته العسكرية الملوّثة بجرائم الحروب على غزّة من جهة، وعلى سمعة شخصية وضعت نزاهته في مقابل فساد نتنياهو الملاحق قضائياً. ولكي يتخلّص غانتس من غريمه بادر إلى مغازلة طويلة لعرب إسرائيل، فبدا ذلك كأنه من الملامح «الإيجابية» في «ديمقراطية إسرائيل» لكنه افتُضح عند أول منعطف حين عارض نواب من تكتّله أية حكومة يشكّلها معتمداً على تأييد النواب العرب الذين حدّدوا إسقاط نتنياهو كأحد أهدافهم الاستراتيجية. وفي الأثناء لم يكلّ الجنرال من ترداد أنه لا يمكن أن يكون في حكومة رئيسها متهم بالفساد، ولما عجز عن تشكيل حكومة راح يبحث عن ذريعة تمكّنه من الانقلاب على ما كان يُظن أنه «موقف مبدئي»، وقد وجدها في جائحة «كورونا»، ووجوب مواجهتها بـ «حكومة طوارئ»، ولو مع نتنياهو.
في الحملات التي سبقت الانتخابات الثلاث استطاع زعيم الليكود أن ينتزع «هدايا» استثنائية من دونالد ترمب لتغطية تهم الفساد، وبما أن شعبيته لم تتأثّر فقد استنتج أن الناخب المهتمّ بالمكاسب التي يتحصّل عليها خلافاً للقانون، وعلى حساب الفلسطينيين، ليس ناخباً مهتمّاً بفساده المخالف للقانون. لا مانع، إذاً، من «شرعنة» الفساد عبر قضاة منتقين طالما أن رئيس الوزراء المتهم يجلب مكاسب «تاريخية» لإسرائيل، وهذا ما تمّ في الاتفاق الحكومي.
قبل ذلك، لم يقدّم غانتس طرحاً مختلفاً، فلا أحد يجرؤ في مناخ التطرّف الإسرائيلي الطاغي، على تبنّي أية أطروحة سلمية، وليس لعسكري مثله أن يعمل على تنحية الرجل الذي جاء بهذه الفرصة لابتلاع الضفة الغربية، لذلك لم يكن اتفاقهما مستغرباً، وفي المرحلة سيعمد الليكوديون إلى استيعاب الغانتسيين، وهو ما عبّر عنه أيمن عودة بقوله إن نتنياهو «سيأكل غانتس بلا ملح».