لم تتمكن أبوظبي رغم الدعم السخي الذي تغدقه على الانقلابي حفتر، أن تصمد أمام التقدم الساحق الذي تحققه قوات الوفاق المدعومة من قبل تركيا، مع عشرات آلاف المرتزقة التي تمولهم للقتال بصفوف حفتر، فضلًا عن الكم الهائل من الأسلحة الثقيلة والخفيفة والذخائر العسكرية التي تدعم بها حفتر؛ تبدو أبوظبي "مهزومة" أكثر من هزائمها في حربها في اليمن، على حد قوله.
المحلل السياسي محمد برويز بيلجرامي، قال في لقاء مع صحيفة شرق أوسطية على صلة بالتنافس الإماراتي التركي، إنّ هناك أسبابًا عديدة مهمة للهزائم التي تلقتها الإمارات عبر هزيمة ميليشيا الانقلابي حفتر.
وحسب بيلجرامي فإن "أحد الأسباب في عدم نجاح حكومة أبوظبي في ليبيا، هي اعتمادها على مقاتلين مرتزقة تجلبهم من السودان وتشاد والنيجر"، مشيرًا إلى أن أبوظبي مضطرة للاعتماد على مقاتلين مرتزقة وأسلحة مستوردة.
واعتبر بيلجرامي أن السبب الثاني المهم يتمثل في "أن ليبيا منطقة بعيدة جغرافيًّا عن الإمارات، وأنها مع شريكتها السعودية لم تنجحا أبدًا في الحرب الدائرة في اليمن التي تعتبر جارة لهما"، مضيفًا بالقول "يمكن للأموال التي تجنيها أبوظبي من بيع نفطها أن تشعل النار في هذا الحرب، إلا أنها في النهاية لا يمكن لها النجاح أو الانتصار بسبب افتقارها للقوات المحلية الوطنية"، على حد تعبيره.
المحلل السياسي أيضًا لم يغفل عن التذكير بالنجاح الذي حققته الطائرات التركية المسيّرة في المعارك الدائرة بليبيا، حيث قال "على الرغم من الدعم العسكري السخي الذي تقدمه الإمارات لحفتر من منظومات بانتسير الجوية روسية الصنع وغيرها، إلا أن المسيّرات التركية خلال معارك الوطية وترهونة تمكنت من تحويل تلك المنظومات إلى مقبرة من الحطام".
في السياق ذاته أكد بيلجرامي أن العساكر المرتزقة لا يفيدون إلا في إرهاب البلاد، مذكّرًا بالمرتزقة السودانيين الذين قبضت عليهم قوات الوفاق حيث اتهموا أبوظبي مباشرة بتسليحهم وإرسالهم إلى ليبيا.
وأضاف بيلجرامي قائلًا "يمكن أن تنجح أبوظبي في خلق الفوضى وتنظيم الانقلابات العسكرية، ورشوة السياسيين هنا وهناك، وجذب قادة دول بلا مبادئ إلى جانبها، إلا أن النجاح والانتصار في الحروب فهذا شيء مختلف للغاية"، على حد تقديره.
من ناحية أخرى، رأي المحلل السياسي بيلجرامي أن "أبوظبي تحتاج إلى التزامات وتعهدات جدية من دول ذات قدرات عسكرية قوية من أجل كسب الحرب في ليبيا، وعلى الرغم من توفر ذلك في شركائها بالحرب الليبية؛ مثل روسيا وفرنسا ومصر، إلا أنهم في المقابل؛ هل يتمكنون من إرسال قوات عسكرية نظامية إلى ليبيا للقتال في وجه قوات حكومة الوفاق الوطنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة؟".
وختم بيلجرامي حديثه بالتأكيد على أن إرسال روسيا طائرات عسكرية من سوريا إلى ليبيا، بهدف دعم الانقلابي حفتر، لن تؤثر على سير المعارك التي تسير يومًا بعد يوم لصالح قوات الوفاق الشرعية.