ليس سراً أن قدرات الجسم تتراجع بشكل كبير مع التقدم في العمر، إذ يصبح الشخص معرضاً للإصابة بالعديد من الأمراض الجسدية والنفسية، بالمقارنة مع أولئك الأشخاص الأصغر منه سناً.
وتختلف طريقة التعامل مع تقدم العمر من شخص لآخر، فقد يجد البعض مثلاً صعوبة كبيرة في القيام ببعض الأنشطة وممارسة بعض الهوايات، ليدخل بالتالي في مرحلة من الخمول. بينما، يصر البعض الآخر على القيام بعدة مهام أنشطة، رغم أنها تتطلب في بعض الأحيان مجهودات كبيرة.
ويبدو أن الحركة لها فوائد كبيرة على كبار السن، فقد توصلت دراسة حديثة إلى أن النشاط البدني، يمكن أن يحافظ على لياقة الانسان في سن الشيخوخة ويحمي من الإعاقة الجسدية، وفق ما أشار إليه موقع “هايل براكسيس” الألماني، نقلاً عن دراسة منشورة في المجلة المتخصصة “Journal of the American Geriatrics Society”.
واعتمدت النتائج على دراسة أجراها خبراء من جامعة “ويك فورست” الأمريكية. وشارك في الدراسة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 70 و80 عاماً ويعانون من مشاكل بدنية، فضلاً عن قيامهم بأقل من 20 دقيقة من التمارين في الأسبوع (قبل الدراسة). وقسم الخبراء المشاركين في الدراسة إلى مجموعتين، فقد طُلب من إحداها القيام بتمارين بدنية، فيما لم تمارس المجموعة الثانية أي نشاط بدني.
وأوضحت الدراسة أنه في حال ما إذا واجه الناس صعوبة في الحركة على غرار المشي أو صعود الدرج، فإن ذلك قد يؤدي إلى إعاقة جسدية وفقدان الاستقلالية، وأضافت أن الخمول البدني هو أكبر خطر للإصابة بالإعاقة في مرحلة الشيخوخة.
وأفادت الدراسة أن الحركة بانتظام والأشكال البسيطة من النشاطات البدنية لها فوائد جمة على صحة كبار السن، وأضافت أن نوعية النشاط البدني وطريقة القيام به على مدار اليوم يجب أن تتناسب مع الصحة الجسدية لكل فرد، بحيث تقلل من احتمالية الإصابة بإعاقة حركية كبيرة.
وأشارت الدراسة أنه بمجرد أن يطور الناس القوة والتوازن والانخراط في أنشطة تتطلب الحركة، فإنه يمكنهم التقليل من خطر التعرض لإعاقة جسدية وذلك عبر زيادة كمية النشاطات الخفيفة، التي يقومون بها يومياً مثل ممارسة بعض الهوايات: كالطبخ أو النجارة أو البستنة، وفق ما ذكر موقع “healthinaging”.
واختتمت الدراسة بالتأكيد على ضرورة “التحرك أكثر” بالنسبة لكبار السن، من أجل الحفاظ على الصحة وأسلوب حياة مستقل.