في موقف يظهر تناقض أبوظبي في العلاقات مع إيران وأنصارها في المنطقة، قال أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، إن لبنان يدفع ثمن تدهور العلاقات مع دول الخليج العربية وهو يكافح لاجتياز أزمة اقتصادية عميقة.
وأضاف قرقاش لتلفزيون "سي.إن.بي.سي" إن ما يشهده لبنان من ”انهيار اقتصادي مقلق للغاية“ لكن الإمارات لن تفكر في تقديم الدعم المالي إلا بالتنسيق مع الدول الأخرى.
وتابع : ”إذا شهدنا بعض أصدقائنا والقوى الكبرى المهتمة بلبنان يعملون على خطة فسنفكر في الأمر. لكن حتى الآن ما نراه هنا حقا تدهور لعلاقات لبنان العربية وعلاقاته الخليجية على مدار السنوات العشر الماضية. ولبنان يدفع جزئيا ثمن ذلك الآن“.
ومع ذلك، فإن أبوظبي تقيم علاقات تطبيع اقتصادية مع رئيس النظام السوري بشار الأسد رغم معارضة واشنطن، كما أفرجت أبوظبي عن 700 مليون دولار من أموال إيران المجمدة لديها رغم رفض البيت الأبيض، فلماذا لا يساعدون لبنان، وفق تساؤلات.
يرى البعض، أن علاقات أبوظبي ودمشق تحقق لها مصالح اقتصادية من خلال عقود إعادة الإعمار، وتطور أبوظبي علاقات تجارية مع طهران تناهز 20 مليار دولار سنويا، ولكن بالنسبة إلى لبنان فإن أبوظبي لن تحقق الكثير من المصالح الاقتصادية لأن بيروت بحاجة إلى دعم مالي فوري وليس فقط استثمارات، وأبوظبي لا تقدم بالمجان شيئا.
وكانت دول الخليج دأبت على تزويد الاقتصاد اللبناني الهش بالأموال لكن نفوذ جماعة حزب الله المدعومة من إيران المتزايد أزعجها وأصبحت ترفض تقديم المساعدة لتخفيف أسوأ أزمة مالية تواجهها بيروت منذ عشرات السنين.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال الأربعاء إن الولايات المتحدة مستعدة لدعم لبنان إذا طبق إصلاحات وتصرف دون أن يكون أسيرا لجماعة حزب الله الشيعية المسلحة التي ساعدت في تشكيل الحكومة الحالية.
وترجع أسباب الأزمة المالية في لبنان إلى فساد وهدر في البلاد منذ عشرات السنين.
وقال قرقاش ”شهدنا تراكم المشاكل في لبنان وشهدنا أيضا إملاء للخطاب السياسي من جانب حزب الله الذي يملك فعليا جيشا داخل الدولة“.
وأضاف أن الإمارات حذرت بيروت مرارا من تدهور العلاقات مع الخليج وأنه ”إذا أحرقت جسورك فسيكون من الصعب عليك جدا استخدام الرصيد الهائل من حسن النية والرصيد الهائل من الدعم المالي الذي يحتاج إليه لبنان“.