جرى في العاصمة الجزائرية تشييعُ رفات 24 مناضلا من قادة المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي، عقب استعادتها من فرنسا، يأتي ذلك تزمنا مع الذكرى 58 للاستقلال.
وأشرف الرئيس عبد المجيد تبون على مراسم الدفن بمربع الشهداء في مقبرة العالية بالعاصمة، رفقة كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، كما نقل التلفزيون الرسمي الفعالية في بث مباشر.
وجرى نقل رفات المقاومين من قصر الثقافة "مفدي زكرياء" في العاصمة الجزائر على متن عربات عسكرية زينت بالورود لتجوب بعض شوارع المدينة وصولا إلى المقبرة.
وتقدم الموكب الجنائزي رئيس الجمهورية الذي كان قبل ذلك قد ترحم على أرواح رموز المقاومة الشعبية بقصر الثقافة، حيث نقلت إليه الرفات فور وصولها من فرنسا صبيحة الجمعة، وعرضت هناك للسماح للمواطنين بإلقاء النظرة الأخيرة عليها.
تأبين وإشادة
وأشاد وزير المجاهدين الطيب زيتوني في كلمة تأبينية بنضالات وخصال المقاومين "الأشاوس الذين قدموا أنفسهم فداء للجزائر" داعيا الجيل الجديد للاقتداء بتضحيات هؤلاء الأبطال. كما نوه بـ "الخطوة التاريخية للرئيس تبون" الذي عمل جاهدا على استعادة رفات وجماجم المقاومين.
وأمس السبت رحب تبون -في مقابلة مع شبكة " فرانس 24″- بعودة جماجم المقاومين الجزائريين خلال حقبة الاستعمار الفرنسي، متمنيا أن تقوم باريس "بخطوات مماثلة في المستقبل".
كما اعتبر أن فرنسا بهذه الخطوة قد قدمت "نصف اعتذاراتها" عن الجرائم التي ارتكبتها خلال هذه الفترة، متمنيا في الوقت نفسه أن "تواصل على نفس المنهج وتقدم كامل اعتذاراتها".
موعد رمزي
واختارت السلطات الجزائرية، الأحد، الذي يوافق الذكرى 58 للاستقلال (5 يوليو 1962) كموعد رمزي لدفن هذه الرفات (24 صندوقا يضم جماجم كاملة وأجزاء من جماجم سميت رفاتا).
ووفق روايات تاريخية، فإن الاستعمار الفرنسي عمد منتصف القرن 19، بعد إخماد ثورات شعبية ضد الاحتلال بالجزائر، إلى قطع رؤوس قادة المقاومة ومرافقيهم انتقاما منهم، ونقلها لفرنسا إلى أن عرضت بمتحف "الإنسان" في باريس.
والخميس، نشرت وزارة المجاهدين (قدماء المحاربين) بيانا أكدت فيه أن المفاوضات مع فرنسا بدأت في يونيو 2016، وكانت معقدة. وقد شكلت لجنة علمية من الجانبين لتحديد هوية هذه الجماجم والرفات، وتتواصل العملية لتحديد البقية.