كشف برنامج "ما خفي أعظم" عن تفاصيل فضيحة هروب رجل الأعمال الهندي بي آر شيتي من الإمارات بما يفوق 7 مليارات دولار أميركي، فكيف هرب؟ ومن شركاؤه؟
وحصل برنامج "ما خفي أعظم" على تسريبات سرية لتفاصيل المراسلات الأخيرة مع ديوان ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد قبيل هروبه وبعده، وتظهر الرسائل المسربة المحادثات بين شيتي ومحمد مبارك فاضل المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي.
بتاريخ 5 يناير 2020 أرسل شيتي رسالة فيها آخر التطورات بشأن الديون المتراكمة والمرتبطة باستثماره، وجاء فيها أن إجمالي الديون داخل مصارف الإمارات بلغ 2.75 مليار دولار، وفي المصارف الأجنبية 1.25 مليار دولار، وبلغت قيمة السندات 700 مليون دولار.
خرج شيتي من الإمارات بعد أيام من اجتماع في قصر البحر بدعوة من ديوان الشيخ محمد بن زايد، ثم أرسل بريدا إلكترونيا سريا يخبر فيه وكيل الديوان أن ابنه بيناي وصهره محمد الموجودين في الإمارات متاحان للقاء في أي وقت.
وكشفت المحادثات المسربة عن علم صانعي القرار بشيتي ومجموعاته الاستثمارية قبل مغادرته البلاد وتفجر فضيحة هروبه.
ومنذ بدايته، ارتبط شيتي بشخصيات نافذة في الإمارات مهدت الطريق أمام توسع استثماراته، وتظهر الوثائق المسربة -التي حصل عليها فريق البرنامج- أن من أبرز الشخصيات التي شاركها شيتي في بدايته الوزير السابق عبد الله حميد المزروعي، وكانت حصة الوزير 60%.
الشريك الخفي
كما ارتبط اسم شيتي بوزير التسامح والتعايش الإماراتي الحالي نهيان بن مبارك آل نهيان، وتكشف الوثائق تفويض الوزير لشيتي بأن يكون وكيله في حصة شركة "نيوفارما" أمام الدوائر الحكومية في الدولة.
ثم صعد نجم كل من سعيد القبيسي وخليفة المهيري كشركاء لشيتي، بعد أن انسحب من المشهد الوزير السابق المزروعي، وبعد أن باع حصته للقبيسي والمهيري، وذلك بعد إقناعه بأن المجموعة واستثماراتها غارقة في الديون.
وبعد أشهر قليلة فوجئ المزروعي بنجاح المجموعة، لتصبح أول شركة في سوق أبو ظبي تدرج في بورصة لندن، مما جعله يلجأ للقضاء ضد شيتي وشركائه، واتهمهم بخداعه لإقناعه بالتنازل عن حصته. وتم إغلاق الملف بعد تسوية مالية معه بلغ قدرها 560 مليون درهم إماراتي، فضلا عن أملاك وعقارات أخرى مختلفة مقابل تنازله عن الدعوى القضائية.
وكشفت التسريبات عن أن الشريك الحقيقي لشيتي هو الشيخ منصور بن زايد، رغم غياب اسمه عن الأوراق الرسمية، لكن الأدلة تشير إلى أن باقي الشركاء ليسوا إلا واجهة لأملاكه ونفوذه. وأبانت الشهادات أن شيتي كان جزءا من شبكة تدير استثمارات لصالح الشيخ منصور بن زايد.
وتوصل فريق البرنامج إلى أن بي آر شيتي يتهم جهات في الإمارات بتزوير توقيعه، وإنشاء شركات وهمية باسمه بقصد الاحتيال.