قال موقع "ذا مونيتور" الأمريكي إن المصالحة الخليجية أسعدت شعوب الخليج، لأنها أعادت لم الشمل بين العائلات المشتركة، مشيراً إلى تداعيات الأزمة على العائلات المشتركة للمواطنين الخليجيين وتبعاتها شخصية على سكان المنطقة بأسرها.
وأبرز تقرير الموقع الأمريكي، أن المصالحة تفتح الباب أمام التنسيق المشترك في المجالات الحيوية كالصحة ومواجهة المخاطر الطارئة؛ وهو ما أكدته الأزمة الصحية العالمية الأخيرة.
وأشار التقرير إلى أن العائلات الخليجية احتفلت بالمصالحة، وبثت القنوات التلفزيونية مقاطع الفيديو الموسيقية التي تحتفل بـ "الأخوة"، وإنهاء الأزمة التي قسمت العالم العربي.
وأكّد التقرير أنه "كان هناك شعور بفرح ملموس من العائلات والأصدقاء التي تم التفريق بينهم في منطقة يرتبط أفرادها بروابط القرابة والتجارة أكثر من أي كتلة إقليمية أخرى"، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام الخليجية بثت "قصص بنات اجتمعن مع والديهن، وأجداد اجتمعوا بأحفادهم للمرة الأولى منذ فترة".
وفي هذا الصدد قالت نجاح العتيبي، المحللة السعودية في لندن: "كان أكثر الأطراف تضرراً من الأزمة هم سكان دول مجلس التعاون الخليجي، وأولئك الذين سيشعرون أكثر بفوائد إنهاء هذا الخلاف هم مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي".
وأورد التقرير أن روابط قبلية تجمع أبناء المنطقة من عُمان حتى الكويت، وتسببت الأزمة في انقسام بين العائلات المشتركة التي جمع بينهم تاريخ طويل الأمد.
من جانبه، قال الباحث العُماني عبد الله باعبود: "عندما ظهر مجلس دول التعاون الخليجي قبل أربعة عقود، سهل السفر، وساعد على إعادة الاتصال بين هذه العائلات والقبائل التي تفصلها حدود الدولة القومية"، مضيفاً أن "هذه الروابط لا يمكنها الزوال فجأة بسبب انقسامات سياسية، هذه المصالحة أعادت الأمور إلى طبيعتها".
وأوضح المحلل العماني أنه "لا يمكنك الانتقال إلى المرحلة النهائية من الوحدة السياسية عندما لا يكون لديك وحدة اقتصادية أو سوق مشتركة؛ حيث إن الفكرة الكاملة للتكامل الإقليمي هي أنك تعمل على مستوى أدنى، وتبني الثقة، وتعمل على مستوى أعلى إلى المستوى السياسي".
وأوضح التقرير أن المصالحة ستسهل التعاون المشترك في عدد من المسائل الحيوية والهامة، مثل الصحة العامة، إذ إنه بعد إعلان المصالحة أنشأ قادة الخليج مركز الخليج للوقاية من الأمراض ومكافحتها؛ لتنسيق الجهود في مكافحة كوفيد 19 والأوبئة المحتملة في المستقبل، وهو تنسيق ضروري بين دول المنطقة.
وفي سياق متصل، قال جورجيو كافيروهو، مدير مركز "جلف ستيت أناليتيكس"، بواشنطن العاصمة: "تبعث اتفاقية المصالحة هذه الأمل في فكرة التكامل والتعاون الاقتصادي الإقليمي"، محذراً من استمرار الانقسامات السياسية.
ولفت الموقع في ختام تقريره إلى أنه "مع استعداد قطر لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم في عام 2022، فإن إنهاء الأزمة لن يسمح فقط بخدمات لوجستية أسهل للفرق والمشجعين للوصول إلى الدوحة، بل سيسمح أيضاً لدول الخليج الأخرى بالترويج لرؤية المعالم السياحية في بلدانهم، هناك دفعة أخرى من التقارب في مجال الرياضة والترفيه".