كشف القيادي في جماعة الحوثيين محمد علي الحوثي في اليمن ،اليوم الخميس، عن سبب استثناء الإمارات من الهجمات، في الوقت الذي تكثف فيه الجماعة المسلحة هجماتها على السعودية.
وكشف الحوثي في تغريدة له على موقع تويتر أن زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي أرسل إلى أبوظبي رسالة نصحهم فيها بالتوقف عن حرب اليمن.
وأشار إلى أن الإمارات أعلنت انسحابها رسمياً من الحرب في اليمن، وعلى إثر ذلك توقف استهدافها.
كما أوضح الحوثي أنه وفي حال أعلنت السعودية انسحابها من اليمن كما فعلت الإمارات، فسيتوقف أيضاً قصفها.
وكانت الإمارات قد سحبت بعض قواتها من بعض المناطق، لكنها لا تزال تحتفظ بنفوذها في مناطق محددة، وتؤكد أنها متمسكة بالتزاماتها تجاه حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف بها دولياً، غير أن مسؤولين يمنيين ينفون هذا الدعم وهذا الانسحاب ويوجهون بين الحين والآخر اتهامات لاذعة لأبوظبي بدعم المليشيات المسلحة والانفصالية لتقويض سلطات الشرعية اليمنية المعترف بها دولياً.
يأتي تصريح جماعة الحوثي في وقت كثف فيه الجماعة من إطلاق صواريخ باليستية ومقذوفات ومسيرات على مناطق سعودية، وسط تدمير متكرر لها من جانب التحالف، واتهام الجماعة بأنها مدعومة بتلك الأسلحة من إيران.
كما جاء تصريح محمد علي الحوثي، في وقت تسعى فيه الإدارة الأمريكية الجديدة للتوصل إلى تسوية سلمية لحرب اليمن، مؤكدة أنه لا حل عسكري للصراع الجاري هناك.
وعلى عكس ما قاله الحوثي، يرى مراقبون، أن التصالح بين طهران وأبوظبي، وانسحاب قوات الأخيرة من اليمن، قلل من خطورة أي هجمات ممكنة للحوثيين ضدها، مستفيدة في الوقت ذاته من المال الإيراني الموجود على أراضيها، الذي يمنع الحوثيين من توجيه أي ضربات باتجاهها خشية تضرر الاستثمار الإيراني.
وإذ سبق وأقرت أبوظبي بتوصلها إلى تفاهمات مع جماعة الحوثيين، حيث اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، أن للحوثيين دوراً في مستقبل اليمن.
وادعى قرقاش في تغريدات له، في نوفمبر 2019، أن اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الانفصالي المدعوم من أبوظبي (5 نوفمبر 2019)، "يجب أن يأخذ في الاعتبار التطلعات المشروعة لجميع شرائح المجتمع اليمني، ومن ضمنهم الحوثيون". وفي يوليو 2019، كشف نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، عن وجود قنوات تواصل سرية بين الحوثيين والإمارات عبر إيران.
وقال "نعيم" في حوار مع قناة "الميادين": إن "هناك لقاءات تحصل بين مسؤولين من الإمارات ومسؤولين من الحوثيين لتنظيم خطوات لاحقة في عملية الانسحاب الإماراتي من اليمن".
وتابع: "هل توجد اتصالات بين الإمارات وإيران؟ معلوماتي أنه يوجد حوار ونقاش وتواصل دبلوماسي طبيعي بين إيران والإمارات، ولم ينقطع هذا الأمر، وحتى على مستوى أجهزة المخابرات فإنها تتواصل بعضها مع بعض. ما الحدود التي يناقشون فيها حول اليمن؟ هذا لا أعلمه".
وسبق أن أعلن محمد البخيتي، في 2 أغسطس 2019، بعد أيام فقط من لقاء إماراتي-إيراني بطهران، أنهم قرروا تجميد الهجمات على الإمارات؛ بعد تغييرٍ -وصفه بـ"الملموس"- في موقف أبوظبي السياسي والعسكري.
يذكر أن السعودية تقود، منذ 26 مارس 2015، تحالفاً عسكرياً، دعماً للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، التي سيطرت عليها جماعة الحوثي أواخر عام 2014.