في الوقت الذي تتأهل فيه القوات الألمانية بأفغانستان للانسحاب، ما زال أكثر شيء يشغل بالهم الآن هو كيفية نقل أكثر من 22 ألف لتر من المشروبات الكحولية من أفغانستان إلى بلادهم، إذ لا يمكنهم بيعها، بسبب تحريمها في هذه البلاد المسلمة، إضافة إلى أنهم غير قادرين على سكبها أيضاً، وذلك وفق ما نقلته مجلة Der Spiegel الألمانية.
وحسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية، فإن الجيش الألماني حزم 65 ألف علبة جعة و340 زجاجة نبيذ ونبيذ فوَّار على الألواح الخشبية في معسكر كامب مارمال بمدينة مزار شريف، وهي أكبر قاعدة ألمانية بأراضٍ أجنبية؛ وذلك استعداداً للعودة إلى الوطن.
إذ لا يمكن استهلاك المشروبات في الموقع؛ نظراً إلى أن القادة فرضوا حظراً لاحتساء الكحوليات على القوات الباقية التي تصل لنحو 1000 جندي، بسبب حالة التأهب القصوى خلال عملية الانسحاب.
وحتى وقت قريب، كان يُسمح لجنود الجيش الألماني باحتساء ما يصل إلى علبتي جعة يومياً، وهي رفاهية أثارت حفيظة أفراد القوات الأمريكية الذين يُحظر عليهم احتساء الكحوليات ويخضعون لاختبار تناول المخدرات بصفة دورية. وقد مزح الضباط الأمريكيون من قبلُ، بقولهم إن الجعة كانت أكثر أهمية من قتال طالبان بالنسبة للجيش الألماني.
أثار الموضوع جدلاً منذ نشر الجنود الألمان بأفغانستان في إطار جهود تحالف الناتو قبل 20 عاماً، فقد قيل إنه أينما ذهب الألمان، كانت هناك شكاوى من حالات السُّكر.
اعترف الجيش الألماني في 2008، بأنه نقل مليون لتر من الكحول سنوياً إلى أفغانستان، وكانت هناك حملة لفرض النظام في 2013، عندما أُعيد أكثر من 10 جنود إلى البلاد؛ لتعاطيهم الكحوليات، وفُرضت قواعد أكثر صرامة على تناول الجعة.
وتتوقع ألمانيا استكمال عملية سحب قواتها مع نهاية الشهر الجاري، إذ يُتوقع أن تغادر آخر طائرة في 30 يونيو.
وتعهدت الحكومة الألمانية بزيادة الإنفاق العسكري؛ لمواجهة مشكلة نقص المعدات، التي تُعزى إلى عقود من نقص الاستثمار فيها منذ نهاية الحرب الباردة.
وقد تصاعدت الضغوط، بسبب زيادة نشر الجنود خارج ألمانيا، وتحديداً في أفغانستان وسوريا والعراق ومالي وكوسوفو والبحر المتوسط والقرن الإفريقي.
أدى هذا النقص إلى استخدام السيارات في التدريبات بدلاً من الدبابات، واستخدام عصا مكنسة بدلاً من بندقية مفقودة كانت مثبَّتة فوق مدرعة قتالية، وشراء الجنود أحذيتهم من مالهم الخاص.