تواصل أبوظبي ودبي، وتيرة التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل، بوتيرة غير مسبوقة، لا سيما بعد تدشين وزير خارجية الاحتلال قبل أيام سفارة بلادة في أبوظبي وقنصلية السفارة في دبي للمرة الأولى في الخليج.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام)، أن دائرة صحة أبوظبي -الجهة التنظيمية لقطاع الرعاية الصحية في الإمارة – وقعت مذكرة تفاهم، السبت، مع خدمات الصحة الشاملة (كلاليت)، وهي أكبر مزوّد للرعاية الصحّية في إسرائيل وثاني أكبر مزود للرعاية الصحية عالميًّا.
وأوضحت أن مذكرة التفاهم تهدف إلى تمهيد الطريق أمام مزيد من التعاون بين البلدين في القطاع الصحي وتعزيز العمل المشترك وتبادل الخبرات في الرعاية الصحية.
ووفق لـ"وام"، تمثل مذكرة التفاهم أساسًا لتعاون وثيق في جملة من المجالات لا سيما الصحة الرقمية، برنامج الأطباء الزائرين، التعليم الطبي المستمر، والإحالات للمرضى الدوليين والبحوث والمسارات السريرية.
ووقع الاتفاقية جمال محمد الكعبي وكيل دائرة الصحة في أبوظبي، وأوهاد دودسون المدير التنفيذي لصندوق المرضى كلاليت، وإيتان نائيه السفير الاحتلال الإسرائيلي لدى أبوظبي، بحضور الشيخ عبد الله بن محمد آل حامد رئيس دائرة الصحة أبوظبي.
وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز الجهود المشتركة للمضي قدمًا باستراتيجية الصحة الرقمية وتشغيل وتنفيذ برامجها القائمة على الذكاء الاصطناعي والتحليلات الصحية المتقدمة وتقديم الخدمات للمرضى وتقييم حالتهم عن بُعد وتبادل المعارف والخبرات بين المتخصصين في الرعاية الصحية من كلا الجانبين عبر برنامج الطبيب الزائر والتطبيب عن بُعد، بالإضافة إلى تنفيذ أنشطة مشتركة في المجالات ذات الصلة.
وتتطلع الاتفاقية إلى تعميق التطبيع بين أبوظبي وتل أبيب في شتى مناحي الحياة، بما في ذلك التعاون في التجارب السريرية.
وفي السياق، قال آل حامد “نتطلع لاستكشاف وإرساء فرص للتعاون المشترك مع مؤسسات صحية رائدة في إسرائيل مثل كلاليت لتعزيز مخرجات القطاع الصحي وجهوده البحثية وقدراته الرقمية”.
وأكد أن “الصحة الرقمية وعلوم الجينوم أصبحت عناصر أساسية في جهود الارتقاء بأي منظومة صحية وهو ما نسلط الضوء عليه من خلال عقد الشراكات وإطلاق برامج ومبادرات توظف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة لمواصلة تحسين مخرجات القطاع وإمكاناته”.
وقال أوهاد دودسون المدير التنفيذي لصندوق المرضى كلاليت إنه “منذ توقيع معاهدة السلام بين إسرائيل وأبوظبي (في إشارة إلى التطبيع)، بدأنا في إجراء حوارات ركزت على التعاون في مجال الرعاية الصحية، حيث ستفتح الاتفاقية آفاق التعاون في مجال البحث والصحة الرقمية وستمكننا من نقل خبرتنا في الاستفادة من البيانات الضخمة لدعم البحث والابتكار”.
والثلاثاء الماضي وصل وزير الخارجية الإسرائيلي يئير لبيد، في أول زيارة له إلى هناك، وأول زيارة لوزير إسرائيلي إلى دولة الإمارات منذ إبرام اتفاق تطبيع العلاقات العام الماضي، حيث افتتح الوزير السفارة الإسرائيلية في العاصمة أبوظبي، وهي أول سفارة للدولة العبرية في بلد خليجي، كما افتتح رسميا قنصلية اسرائيلية في إمارة دبي.
كما وقع لبيد اتفاقية مع دولة أبوظبي للتعاون الاقتصادي والتجاري، وهي الاتفاقية الثانية عشرة التي يتم توقيعها بين أبوظبي وتل أبيب خلال شهور قليلة.
ووقعت أبوظبي، في 15 من سبتمبر الماضي، اتفاقية التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في البيت الأبيض برعاية أمريكية، متجاهلة حالة الغضب في الأوساط الشعبية العربية، حيث يرون أن التطبيع مع العدو الصهيوني “خيانة وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني” لا سيّما في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم.