شهدت الساحة اليمنية الخميس (18|9) تطوراً دراماتيكياً بعد مواجهات عنيفة بين قوات من الجيش واللجان الشعبية في بعض الأحياء الشمالية للعاصمة صنعاء، أدت الى سقوط العديد من الضحايا بين قتيل وجريح، غير أن المصادر المتعددة لم تتمكن من إعطاء احصاءات دقيقة لعدد الضحايا.
وقالت المصادر التي نقلت عنها وسائل إعلام محلية وعاليمة، إن العديد من أحياء منطقة شملان وحي الأعناب شمالي العاصمة صنعاء سقطت أمس وأول أمس في أيدي المسلحين الحوثيين بعد مواجهات مسلحة عنيفة شهدتها تلك الأحياء بين القوات الحكومية والمسلحين الحوثيين، بالاضافة لبعض سكان هذه الأحياء الذين اضطر بعضهم للدفاع عن ممتلكاتهم ومنازلهم.
وذكرت مصادر إعلامية أن الرئيس عبدربه منصور هادي وجه بتشكيل لجان للدفاع عن العاصمة صنعاء إثر ظهور تواطؤ وربما خيانات لدى بعض قيادات الجيش المكلفة بحماية الأحياء الشمالية للعاصمة صنعاء، وقالت «ان هادي اتهمهم بأنهم ما زالوا يدينون بالولاء للرئيس السابق علي عبدالله صالح ويتلقون الأوامر منه». وأرجعت أسباب انهيار الحزام الأمني الشمالي للعاصمة صنعاء إلى وجود بعض الخيانات في أوساط القيادات العسكرية والتي قيل انها وجهت الجنود وقوات الجيش التي كانت مرابطة في خطوط المواجهات الأمامية بالانسحاب وتسليم هذه المواقع والجبهات للمسلحين الحوثيين، وهو ما أدى الى انهيار سريع للعديد من هذه المناطق وتسارع تمركز المسلحين الحوثيين.
وامتدت الاشتباكات الى حرس مبنى التلفزيون الرسمي اليمني بعد هجوم على نقطة أمنية تتولى حراسته، كما ذكر شهود عيان حصول قصف على مقر جهاز الأمن السياسي (الاستخبارات).
وتزامنت هذه التصعيدات العسكرية في العاصمة صنعاء مع انسداد أفق المفاوضات التي يقودها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة مع زعيم جماعة الحوثي عبدالملك بدرالدين الحوثي في محافظة صعدة منذ صباح الأربعاء، وتصاعدت المخاوف أمس من احتمالات انهيار هذه المباحثات التي قد تفضي الى انهيار الوضع العسكري في العاصمة صنعاء. وأشارت مصادر سياسية إلى أن «التباطؤ الحوثي في الاستجابة لبنود المفاوضات والرفض القاطع للتوقيع على اتفاق للتهدئة يوحي برغبة حوثية في تحقيق تقدم عسكري أكبر في أحياء العاصمة صنعاء، وكلما تأخر التوقيع على اتفاق التهدئة يتم رفع المطالب وفقا للواقع على الأرض، من قبيل فرض الأمر الواقع».
ويستغل الحوثيون بدعم من إيران انشغال البلاد الخليجية والعربية في الحرب الأمريكية على "داعش" لتقوم بهجوم كاسح على العاصمة صنعاء أودى بحياة العشرات، في أوسع حملة انتقامية يقوم بها الحوثيون ضد اليمن واستقراره بذريعة ارتفاع أسعار المحروقات.