أكدت المملكة العربية السعودية أن السياسات الطائفية والتدخل لمحاولة مسخ الهوية والاستبداد السياسي والقمع أدت إلى إرساء أرضية خصبة تنامى فيها الإرهاب العابر للحدود والقارات، الذي نشهده اليوم والذي يمثل تنظيم «داعش» أحد شواهده.. فيما حذرت الكويت من أن السنوات الأخيرة شهدت تنامياً في الإرهاب بشكل بات يهدد العالم كله، ودعت المجتمع الدولي إلى تعاون حقيقي لمواجهة هذا الخطر.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، خلال كلمته أمام جلسة مجلس الأمن حول العراق، تجديد ترحيب الرياض بإعلان الحكومة العراقية الجديدة.
دعم العراق
وشددت السعودية على أنه آن للعراق أن يستعيد عافيته، ومن الواجب على المجتمع الدولي ألا يفوت هذه الفرصة ليقدم له المساعدة لإيجاد البيئة المناسبة لنجاح الإصلاح السياسي وتكريس قواعد العدالة والمساواة.
وقال المعلمي: «منذ أن بدأ العراق أولى خطواته نحو الابتعاد عن الإقصاء والطائفية، وتوجه نحو صد التدخل الأجنبي في شؤونه ونحو العودة إلى محيطه العربي وأشقائه، بادرت المملكة العربية السعودية إلى الترحيب به، ومدت يد العون إلى الشعب العراقي».
مواجهة داعش
وأضاف أن مواجهة «داعش» وما شابهه من جماعات ضالة تستخدم الدين مسوغا لها يجب أن تتضمن تفنيد الفكر الذي تستند عليه، ومن هذا المنطلق فإن كبار العلماء والمفكرين في المملكة دأبوا على التحذير من خطر الفكر المنحرف المؤدي للإرهاب وتجريم أساليبه ووسائل تمويله.
إستراتيجية شاملة
وشدد المعلمي على أنه دون أن يكون لمجلس الأمن وللمجتمع الدولي استراتيجية شاملة تتخطى الأعراض لتصل إلى الجذور، فإن الجهود المبذولة لن تكون كافية لدحر هذا الخطر المتنامي، لافتا إلى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في فلسطين وسوريا ولبنان هو من أكبر العناصر المؤدية إلى نمو الفكر الإرهابي الذي يتدثر بعباءة إزالة الاحتلال.
كما أكد أن سياسات الإقصاء والطائفية كانت عاملا رئيسا في ظهور تنظيم «داعش» في العراق. وقال إن استمرار آلة القتل التي يوظفها النظام السوري في ترويع وتشريد أبناء الشعب السوري أوجد فراغا سعى الإرهابيون إلى شغله، وبناء عليه.
فإن أي عمل جماعي ضد الإرهاب لا بد أن تشمل عملياته أماكن تمركز الإرهابيين حيثما كانوا، وأن تطال المصدر الأول للعنف والقتل وهو النظام السوري، فـ«داعش» وهذا النظام وجهان لعملة واحدة كلاهما يمثل الطائفية والتطرف والإقصاء والعدوان.