قررت السلطات الكويتية التشديد على منح التأشيرات للمواطنين اللبنانيين، حسبما أفاد مصدر أمني لوكالة فرانس برس اليوم الأربعاء.
وجاء القرار بعد أقل من أسبوعين على اندلاع على أزمة دبلوماسية بين لبنان وبين السعودية والبحرين والكويت، التي طلبت نهاية الشهر الماضي من رؤساء البعثات الدبلوماسية اللبنانية مغادرة أراضيها، كما قرّرت استدعاء سفرائها من بيروت، وذلك على خلفية تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بشأن حرب اليمن حيث تقود الرياض تحالفاً عسكرياً.
واستدعت الإمارات بدورها دبلوماسييها من بيروت تضامناً مع الرياض.
وكانت وسائل إعلام تداولت أن الكويت قررت إيقاف إصدار التأشيرات للبنانيين، لكن المصدر الأمني الكويتي المطّلع على القرار قال إن "هناك قرارا شفهيا بالتشدد في إصدار التأشيرات السياحية والتجارية للبنانيين من دون وجود تعميم رسمي بذلك".
وأضاف المصدر الكويتي مفضلاً عدم ذكر اسمه "هناك تشدد وليس منعا".
وبدأت الأزمة الدبلوماسية بين لبنان والسعودية على خلفية تصريحات أدلى بها قرداحي سجلت قبل توليه مهامه وتم بثّها في 25 أكتوبر، وقال فيها إنّ المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن "يدافعون عن أنفسهم" في وجه "اعتداء خارجي" من السعودية وأيضاً من الإمارات العضو في التحالف العسكري.
وأكّدت الحكومة اللبنانية "رفضها" تصريحات قرداحي، معتبرة أن الوزير "لا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقاً". لكن قرداحي رفض التراجع عن تصريحاته، كما قال لقناة محلية إن استقالته "غير واردة".
وفي بيروت، أعرب سفيرا لبنان في السعودية فوزي كبارة والبحرين ميلاد نموّر الأربعاء خلال لقائهما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن "عن تخوفهما من تفاقم تداعيات هذه الأزمة على مستقبل العلاقات الثنائية بين لبنان ودول الخليج وانعكاسها على مصالح اللبنانيين والجاليات هناك".
ولفتا، وفق ما نقلت رئاسة الحكومة، إلى "أن كل يوم تأخير في حل الأزمة سيؤدي الى مزيد من الصعوبة في ترميم هذه العلاقات".
ويعمل مئات آلاف اللبنانيين في دول الخليج ويرسلون مبالغ طائلة لذويهم في بلدهم الغارق في المصاعب الاقتصادية، بينهم نحو 50 ألفاً في الكويت وحدها بحسب احصائيات صادرة عن السفارة اللبنانية.
وتتخطّى أسباب الأزمة بين دول الخليج ولبنان تصريحات قرداحي حيث انها تتعلق كذلك بتعاظم نفوذ حزب الله المدعوم من إيران في الحياة السياسية اللبنانية. وتصنّف دول الخليج حزب الله "منظمة إرهابية".
وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان هذا الشهر أنّ "ليس هناك جدوى" في التعامل مع لبنان في ظل استمرار "هيمنة وكلاء إيران" على هذا البلد العربي، في إشارة لحزب الله.
ويأتي التشدد الكويتي في منح التأشيرات للبنانيين وسط تقارير نشرتها وسائل إعلام محلية عن قيام الأجهزة الأمنية بالتحقيق مع 16 كويتياً "يشتبه في تمويلهم" لحزب الله.
وفي 2015، فكّكت الأجهزة الأمنية الكويتية خليّة وجّهت لها تهمة التخابر مع ايران وحزب الله بعدما ضبطت بحوزة عناصرها وعددهم نحو أكثر من 20 ذخائر وأسلحة. وقدّمت الكويت احتجاجاً رسمياً إلى لبنان يتعلّق باتهامها حزب الله بتدريب هؤلاء، وهو ما نفاه الحزب.