رغم حضور الكويت مباحثات اجتماع جدة الأخير الذي جمع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بنظرائه الخليجيين والعرب، إلا أن الكويت بدت غائبة عن التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، "داعش"، والذي ضم خمس دول عربية هي السعودية والإمارات والبحرين وقطر والأردن.
وبحسب موقع "العربي الجديد"، فقد برر مسؤول كويتي حكومي، رفض الكشف عن اسمه، هذا الغياب، لأن "التحالف جاء نتاجاً لترتيبات دولية، وأن الكويت دائماً ما تتجنب الدخول في الصراعات المسلحة".
وأشار إلى أن "بلده يشعر بالامتنان لكل دول العالم، لمشاركتهم في تحريره عقب الغزو العراقي"، وأضاف: "قد تشارك إذا ما طُلب منها ذلك بشكل واضح"، لافتاً إلى أن "المشاركة الكويتية قد تكون عبر الدعم اللوجستي أو التمويل المالي".
وذكر المسؤول الكويتي أن "التنظيم يمثل خطراً حقيقياً على كل الأنظمة العربية باعتباره تنظيماً عقائدياً، وهو ما يبدو جلياً من خلال حالة الذهول التي أحدثها بسيطرته على مساحات شاسعة من الأراضي العراقية في أيام قليلة".
وربط المسؤول الكويتي بين "السيناريو العراقي وما صدر من الحوثيين في اليمن، كون التنظيمين يستندان إلى أسس أيديولوجية وعقائدية".
وأفاد أن "التوجه العالمي الحالي يتمثّل في تحجيم التطرف، وهو ما عبّر عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما في أحد خطاباته الأخيرة حين أكد أن واشنطن ليست وحيدة في حربها على الإرهاب، في إشارة إلى الدول العربية المشاركة في التحالف، وذلك لتفادي ردة الفعل إذا ما قامت أميركا بشن ضربات ضد التنظيم بمساعدة حلفائها الغربيين فقط".
ويؤكد مراقبون كويتيون على ضرورة ألا تقتصر الحرب ضد "داعش" على المواجهة العسكرية فقط، داعين إلى ضرورة إحداث إصلاحات اقتصادية وسياسية حقيقية، وتبني ديمقراطية ليست شكلية، بل عبر إشراك الشعوب في الحكم والثروات.
بينما اعتبر عدد من المراقبين أن "داعش لا يستحق كل هذه الخوف الدولي، وحشد طاقات دول قيل إن عددها وصل إلى 40 بهدف مواجهته".