أكدت السلطات الأميركية أنها التقت مواطنين أفغانا تظاهروا هذا الأسبوع في الإمارات، لبحث “احتمال” استقبالهم في الولايات المتحدة.
وشاركت الإمارات بشكل واسع، على غرار دول خليجية أخرى، بإجلاء أفغان هربوا من نظام طالبان التي عادت إلى الحكم في أغسطس 2021 بعد انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان.
وانتشرت مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع تظهر رجالاً يتظاهرون في أحد أحياء أبوظبي.
وقالت سفارة الولايات المتحدة في هذه الدولة الخليجية الثرية إنها “على علم” بهذه “التظاهرة الهادئة” التي عبّر خلالها المحتجون عن “القلق حيال إعادة توطينهم في المستقبل”.
وأكد متحدث باسم السفارة لوكالة "فرانس برس" السبت أن “ممثلين للحكومة الأميركية التقوا هذا الأسبوع الأفغان الذين يتم استقبالهم في (مدينة الإمارات الإنسانية)، للحديث عن مخاوفهم”، في إشارة إلى الحي المذكور.
وأوضح أنّه “خلال المحادثات مع الأفغان أجاب ممثلو الحكومة الأميركية عن أسئلة حول حل مسألة الدخول المحتمل للمسافرين المؤهلين إلى الولايات المتحدة”.
وتبحث الإدارة الأميركية منح امتيازات “للأشخاص الموجودين في الإمارات ويستوفون الشروط المطلوبة للسفر إلى الولايات المتحدة”، بحسب المتحدث.
وأكد أنّ واشنطن تسعى الى “هدف مزدوج لحماية الأمن الوطني وحماية الأفغان المعرضين للخطر”.
والخميس، تظاهر مئات الأفغان في منشأة بأبوظبي تم تسكينهم فيها منذ الفرار من بلادهم العام الماضي، ورفعوا لافتات تطالب بالحرية وبنقلهم إلى الولايات المتحدة.
وتعد هذه الاحتجاجات خطوة جريئة بالنسبة لأبوظبي، التي تحظر أي مظاهر مطالبة بالحقوق، ما جعل الأمن الإماراتي يعتقل عدداً من المحتجين، وفق الوكالة.
وأُجلي آلاف الأفغان العام الماضي إلى الإمارات لصالح الولايات المتحدة ودول غربية أخرى وسط الانسحاب الفوضوي بقيادة أمريكا من أفغانستان مع عودة حركة طالبان المتشددة إلى السلطة.
وتوافد عشرات آلاف الأفغان إلى مطار كابول في اغسطس الماضي للهرب من بلدهم خشية عودة نظام التسعينيات المتشدد، والتعرض لاعتداءات انتقامية محتملة تستهدف المتعاونين مع الحكومة السابقة أو القوات الأجنبية.
وحكمت طالبان أفغانستان بين 1996 و2011 فارضةً تفسيراً صارماً للشريعة الإسلامية. ومن ثم طردتها القوات الأميركية وحلفاؤها، قبل أن تعود إلى الحكم الصيف الماضي بعد انسحاب القوات العسكرية الأجنبية.
ويترافق عدم اليقين السياسي في أفغانستان مع أزمة اقتصادية ومالية حادة تهدد أكثر من نصف الشعب الأفغاني بالمجاعة، منذ عودة طالبان إلى سدة الحكم في البلاد بعد 20 عاماً من حرب مدمرة.